السبت 2018/11/10

مختطفات السويداء.. كيف حررن ومن المستفيد؟

جاء إعلان نظام الأسد قبل أيام في "تحرير" مختطفي السويداء لدى تنظيم الدولة متضارباً، بالرغم من التمهيدات التي قدمها عبر نشر صور ومقاطع لإطلاق حملة عسكرية بمشاركة من الاحتلال الروسي والمليشيات الطائفية لطرد التنظيم من منطقة تلول الصفا في بادية السويداء الشمالية الشرقية.

وتناقلت وسائل إعلام النظام رواية عن تحرير المختطفات، والتي بدأت من منطقة حميمية بأقصى شرق محافظة حمص بعد الكشف عن مكان اعتقالهن، وأكدت أن العملية تمت بشكل كامل من قبل الجيش، لكن وسائل إعلام روسية نقلت عن مصادر بنظام الأسد أن العملية جاءت بالصدفة !  وذلك بعد اكتشاف مجموعة من التنظيم ومحاصرتها ليتبين أن مختطفات السويداء معهم، لينتج عن العملية مقتل طفلين وتحرير سبعة عشر سيدة وطفل، إضافة لجثة "مروة أباظة" التي أعدمها التنظيم في وقت سابق.

من جهتها نقلت وكالة “تاس” الروسية عن ما يسمى المركز الروسي للمصالحة في سوريا قوله، إن "تحرير المختطفات جاء عبر عملية خاصة تم الإعداد والتنسيق لها من قبل قوات النظام بالتعاون مع قوات روسية وتم تنفيذها في قرية حميمة شرق تدمر".

المختطفون "أُطلقوا باتفاق"

الإعلامي سمير الحلبي وهو أحد الأطراف المفاوضين المكلفين من شيوخ العقل في السويداء أكد أن عملية تحرير المختطفات تمت عبر اتفاق مع تنظيم الدولة، مشيراً أنه جرى إطلاق سراح نساء معتقلات في سجون النظام بالتزامن مع اطلاق سراح التنظيم لمختطفين، وأضاف أن مفاوضات أخرى تجري للانتقال لملفات أخرى بينها مجموعة شباب مختطفة منذ أكثر من عامين، إضافة لجثث لضباط من السويداء قُتلوا خلال الحملة الأخيرة على تلول الصفا، ولفت الحلبي إلى أن المفاوضات تسير بالشكل المطلوب مع التنظيم، مؤكدا أن الأيام القادمة ستشهد مفاجآتٍ جديدة لأهالي السويداء.

 

نظام الأسد كسب ملف السويداء

يُعدّ ملف التجنيد في صفوف قوات النظام من أكثر الملفات حساسية، بالنسبة إلى أهالي السويداء، بعد عزوف الآلاف من الشبان عن الالتحاق بقوات النظام ، بالرغم من كل المحاولات التي انتهجها النظام وروسيا، والمفاوضات التي جرت على مختلف الأصعدة، إضافة إلى التسهيلات التي قدمها بضمان خدمتهم ضمن السويداء، كان الرفض يأتي دائمًا من قوات "شيخ الكرامة" بقبول التجنيد الإجباري تحت أي مسمى،  واستطاع النظام بعد إطلاق سراح المختطفات في الصفقة الأولى تهميش بعض الأطراف في السويداء، ولا سيما رجال الكرامة الرافضة للتجنيد بعد فشلهم بالملف حسب زعم النظام، مقابل تعويم أطراف أخرى موالية له وداعمة لخططه في  استعادة وجوده في المنطقة، عبر نقل ملف المعتقلات إلى "حكمت الهجري" المحسوب على الأمن العسكري بالمحافظة، ما يدل على أن عملية تحرير المختطفات بعملية عسكرية ليست سوى لعبة انتهجها النظام ليشدد قبضته الأمنية على السويداء بعد أن كان هو المسؤول الأول عن عملية الاختطاف من خلال التغاضي عن الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة في شهر تموز الماضي.