السبت 2021/03/20

“محمد”.. طفل سوري فقد أحد ساقيه بقصف للنظام ولا تزال معاناته مستمرة

لا يزال الطفل السوري محمد أحمد (عشر سنوات) من محافظة إدلب، يعيش في حالة من الذعر والقلق، منذ أن فقد نصف ساقه اليسرى، قبل خمس سنوات، جراء هجوم شنته قوات نظام الأسد.

 

وتأثرت الحالة النفسية لدى الطفل وأصبح يصاب بخوف شديد من أي صوت مرتفع حتى من صوت الرعد، ظناً منه أنه هجوم قاصف .

 

والأطفال، هم أكثر من يدفعون ضريبة الحرب الداخلية في سوريا. ووفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" فإن أكثر من نصف مليون طفل أعمارهم دون الخامسة في سوريا يعانون من تأخر النمو بسبب سوء التغذية.

 

ووفقاً لمعطيات اليونيسف فإن 2,4 مليون طفل داخل سوريا، و 750 ألفا خارجها، لا يتمكنون من الذهاب الى المدرسة.

 

كما تشير المعطيات إلى أن 2,6 مليون طفل اضطروا للنزوح مع عائلاتهم بسبب الحرب في سوريا، وأن هناك حوالي 6,1 ملايين طفل بحاجة للمساعدة داخل البلاد.

 

وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها سجلت مقتل 29 ألفا و457 طفلاً بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد قبل عشر سنين.

 

الطفل محمد أحمد من إدلب ولد عام اندلاع الحرب (2011)، وهو واحد من بين ملايين الأطفال الذين أصبحوا ضحايا هذه الحرب.

 

وفقد محمد نصف ساقه اليسرى عام 2015 بسبب غارة جوية لقوات الأسد، بينما كان يلعب بجوار منزله في إدلب.

 

استمر علاج محمد عدة أشهر في مستشفيات إدلب، ومنذ 5 سنوات ترعاه جدته مريم أحمد (62 عام).

 

وعقب تكثيف قوات النظام وروسيا غاراتها على إدلب نزح الطفل محمد وجدته من إدلب إلى منطقة الباب عام 2019 واستقرا بمخيم الأزرق للاجئين.

 

وما يزال الطفل محمد يعاني من آثار الصدمة التي تعرض لها قبل 5 سنوات ويصاب بالذعر من أصوات القنابل والطائرات وكل الأصوات المرتفعة.

 

وبسبب الصدمة التي تعرض لها، لا يرغب الطفل محمد في العودة إلى إدلب والعيش مع والديه.

 

** أتمنى الذهاب للمدرسة بدون عكاز

 

وفي مقابلة مع الأناضول تحدث الطفل محمد عن معاناته والصدمة التي تعرض لها، قائلا إنه كان يلعب بالكرة وفجأة سقطت قذيفة على المنطقة وأصابته بعض الشظايا التي تسببت في بتر ساقه.

 

وأضاف أن جدته أخرجته من تحت الأنقاض وذهبت به إلى المستشفى وحينها رأى أن ساقه قد بترت.

 

وأوضح محمد أنه يسير منذ الحادثة وحتى اليوم متكئاً على عكازين.

 

وتابع: "ما زلت أصاب بالذعر عند سماع أصوات الانفجارات أو الطائرات أو الأسلحة. قبل عدة أيام انفجر لغم في المنطقة ودوى صوته في كل أرجاء المخيم شعرت بذعر شديد وركضت بالعكازين إلى جدتي واختبأت خلفها."

 

وأعرب محمد عن رغبته في الحصول على قدم صناعية حتى يتمكن من الذهاب للمدرسة والمسجد بدون عكاز، وحتى يتمكن من اللعب مع أصدقائه. كما أعرب عن رغبته في حفظ أجزاء من القرآن الكريم.

 

أما الجدة مريم أحمد فقالت إن حالة حفيدها النفسية تأثرت بدرجة كبيرة بسبب ما تعرض له.

 

وأضافت أنها سمعت صراخ حفيدها وقت الحادث ونبشت التراب بيديها لتخرجه من تحت الأنقاض.

 

وأوضحت أنه لم يكن هناك من يساعدها، ثم تمكنت من الذهاب به إلى المستشفى بعد ذلك.

 

وأشارت إلى أن الشظايا تسببت في بتر نصف ساقه اليسرى وأحد أصابع يده اليمنى، وأنها عانت كثيراً خلال فترة علاجه بالمستشفيات.

 

وحول الحالة النفسية لحفيدها قالت الجدة: "منذ ذلك اليوم وهو لا يزال يشعر بالخوف دائماً. قبل عدة أيام انفجر لغم أرضي هنا ومن شدة خوفه اختبأ خلفي".

 

وأضافت: "حاولت تهدئته لكنه كان مذعوراً وكان يصرخ ويقول إن طائرة سقطت. لقد أصبح يخاف أيضاً من صوت الرعد ومن كل شيء."