الأربعاء 2017/04/12

لماذا قامت أمريكا بتوجيه ضربات للأسد… وهل هذه الضربات جدية

في عام 2013 هددت أمريكا على لسان أوباما بضرب الأسد بعد تأكيد استخدامه لأسلحة كيماوية محظورة بالغوطة الشرقية في 21 آب،2013... وهو ماسمي أيامها الخط الأحمر.

هذا التهديد أدى الى إعطاء مهلة للأسد بتقديم جرد كامل بالأسلحة الكيماوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي، حسب اتفاق جنيف بين الأميركيين والروس والرامي إلى تفكيك هذه الأسلحة المحظورة.

تم بعدها حصر ونقل المخزون الكيماوي لنظام الأسد في الربع الأول من 2014 بنسبة 92%، وتدميره بشكل كامل في الشهر التاسع من عام 2014... على متن سفينة أميركية في عرض البحر حسبما أكد بيان لوزارة الدفاع الأميركية وقتها...كان هذا كفيلا بإنهاء الموضوع.

وقتها لمح سيرجي إيفانوف مدير إدارة الرئاسة الروسية في الكرملين، إلى أن بلاده يمكن أن تتخلى عن دعم الأسد إذا علمت أنه «غير ملتزم بتسليم الترسانة الكيماوية»، مشيراً إلى أن تغيير موقف موسكو يمكن أن يصل إلى «الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة.

كل هذا كان بناء على اجتماعات مكثفة بين روسيا وأمريكا أوضحت خلاله واشنطن لموسكو أن عدم تدمير الأسد لسلاحه الكيماوي قد يتسبب بوصول هذه المواد الى أيادي خفية معارضة للأسد وهو ماقد يتسبب في فقدان السيطرة الغربية على مثل هذه المواد.

لكن ومع هجوم الأسد على خان شيخون بغاز السارين... فقد تولد لدى أمريكا شعور بأن روسيا تكذب عليها.. وتعلم أن الأسد لم يقم بتسليم كامل ترسانته الكيماوية... وقد يقوم نظام الأسد أو روسيا لاحقا بتهريب هذه المواد لجماعات معادية للغرب أو أمريكا لشن هجمات عليها بهدف إبقاء الأسد في السلطة أو الحفاظ على مصالح روسيا او لانتقام روسيا من الغرب بسبب أفغانستان.

لذلك وفي ظل انعدام الثقة الروسية الأمريكية.. قامت أمريكا بضرب الأماكن التي تتوقع وجود أسلحة كيماوية فيها.. ومنها مطار الشعيرات وربما مستودعات الفرقلس ومواقع أخرى لم يحددها الطرفين.

أما عن حجم خسائر الأسد من هذه الضربات.. فلا شيء مؤكد حتى الآن... لكن يبدو أن الضربات كانت حقيقية... وأدت إلى خسائر في مطار الشعيرات...وأن أمريكا منزعجة جدا من تلاعب روسيا بها... وقد تقوم روسيا أو الأسد بتهريب مواد كيماوية إلى السوق السوداء بهدف جعل هذا السلاح متاحا للجميع فقط لتشتيت الانتباه عن الأسد ولإثبات وجود أسلحة كيماوية لدى مجموعات غير الأسد.

اذا.. الموضوع ليس ضرب مدنيين بغاز السارين.. لكنه إثبات أن الأسد وروسيا كذبتا بشأن تسليم الترسانة الكيماوية... والتي تتخوف أمريكا من خروجها عن سيطرة الأسد.