الأثنين 2021/08/23

لقاء ملك الأردن – بوتين..هل يُنهي أزمة درعا المُحاصرة؟

أعلن الكرملين عن لقاء مرتقب بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك الأردني الملك عبد الله الثاني الاثنين، لبحث ملفات عديدة أبرزها الأزمة السورية والأوضاع في درعا.

 

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني محمد المومني، أن اللقاء المرتقب بين الملك وبوتين مهم للغاية لما تشهده قضايا المنطقة والعالم من تطورات تستدعي تكاتف الجهود، للحيلولة دون تفاقمها. وأوضح أن الأردن يسعى عبر دبلوماسيته إلى المشاركة الفاعلة في إنهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم.

 

وأشار المومني إلى أن هذا اللقاء سيحسم الكثير من الأمور، خصوصاً على صعيد الأزمة السورية، مؤكداً أن التطورات في محافظة درعا تتطلب من موسكو وضع حد لما يجري فيها، "كما أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري هناك".

 

وأضاف أن "ملف درعا سيكون حاضراً بقوة على طاولة الملك وبوتين، باعتبار أن روسيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام السوري وبإمكانها أن تلعب دوراً بارزاً في هذا الملف".

 

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية-الأردنية بدر الماضي للوكالة، إن "الزيارة تأتي في إطار الاشتباك السياسي الذي استطاع الأردن أن يخوضه في الفترة الأخيرة، حيث أن الملك عاد من زيارة ناجحة للولايات المتحدة"، مضيفاً "شهدت عمان في الأسابيع الأخيرة حراكاً دبلوماسياً كبيراً ومهماً، انتهى بزيارة لوزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، ولذلك أعتقد أن الملك سيحمل خريطة طريق تتعدى موضوع درعا إلى الأزمة السورية بشكل عام".

 

وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف تأكيده أن الملك عبد الله سيزور روسيا وسيعقد لقاء عمل مع بوتين.

 

وتأتي هذه الزيارة وسط تصاعد التوتر والاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام في درعا البلد، وفشل خريطة الحل التي طرحتها موسكو لإنهاء الصراع في المحافظة. والسبت، عززت قوات النظام مواقعها على الأوتستراد الدولي "دمشق/عمان" بالقرب من معبر "نصيب" الحدودي في ريف درعا الشرقي. كما نشر النظام تعزيزات أمنية في المناطق المحيطة بحي درعا البلد، بينها راجمات صواريخ قصيرة المدى أو ما يعرف ب"صواريخ جولان"، التي سبق استخدامها في معارك عديدة أبرزها في الغوطة الشرقية.

 

ودفعت هذه التطورات في درعا، عمان إلى إغلاق كامل حدودها مع سوريا في 31 تموز/يوليو، قبل أن تعيد فتحها في وقت لاحق.

 

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد نشرت تقريراً حول ما يعنيه تجدد القتال في سوريا بالنسبة لاستراتيجية روسيا، مشيرة إلى أن "موسكو اكتشفت أن الحفاظ على السلام في سوريا أصعب من القتال في حربها الأهلية، ويرجع ذلك إلى الاعتداء الشرس من جانب قوات النظام ضد إدلب، المعقل الأخير للمعارضة السورية، وفي درعا يؤدي إلى تقويض الهدف الأساسي لموسكو الرامي إلى ترسيخ أقدامها بوصفها وسيطاً قوياً رئيسياً في المنطقة".

 

ويسعى الأردن ليلعب دوراً في تسوية الأوضاع في سوريا، إذ اقترح الملك عبد الله خلال لقائه الأخير مع بايدن في واشنطن، أن "تتفق مجموعة دول مؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن ودول أخرى، على خريطة طريق لاستعادة السيادة والوحدة في الأراضي السورية، ويتطلب ذلك التعاون مع رئيس النظام بشار الأسد"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".