الأربعاء 2019/01/16

لقاء سريع لترامب في “خيمة” أبطأ الانسحاب الأميركي من سوريا

على الرغم من التصريح المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 19 ديسمبر-كانون الأول، حول عملية سحب فورية لقوات بلاده من سوريا، إلا أن اجتماعاً "غير سياسي" ساهم في إبطاء عملية الانسحاب، ودفع ترامب إلى التراجع النسبي عن قراره.

وكالة رويترز نشرت تقريراً مطولاً كشفت فيه السبب وراء تراجع ترامب، خلال زيارته المفاجئة لقاعدة "عين الأسد" الجوية بالعراق في اليوم التالي لعيد الميلاد.

رويترز قالت إن ترامب وصل إلى القاعدة العسكرية الأميركية محمّلاً بسيل من الانتقادات اللاذعة بشأن سحب قوات بلاده من سوريا، غير أن اجتماعاً استغرق 45 دقيقة داخل خيمة من "الخيش" ساهم في تحول مجرى قرارات الرئيس.

مسؤولون قالوا لوكالة رويترز إن ترامب استمع داخل وحدة في قاعدة "عين الأسد" إلى تقارير من قادة أميركيين بشأن العمليات العسكرية، وإنهم أخبروه بأن "النصر على تنظيم الدولة الإسلامية أصبح في متناول اليد، وأن الجيش لا يحتاج إلا لوقت قصير فقط لاستكمال المهمة".

وتابعت الوكالة "وقال ثلاثة مسؤولين مطلعين على ما دار في اللقاء الذي لم ينشر شيء عن فحواه بهذا التفصيل من قبل إن اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا قائد قوات التحالف في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة شرح لترامب الذي كان صبره على الحرب قد نفد الأسباب التي تجعل الانسحاب السريع مستحيلا دون تعريض القوات للخطر...يبدو أن اللقاء الذي استغرق 45 دقيقة ساهم في بلورة تفاهم بين ترامب وكبار القادة على الأرض".

وأكدت رويترز نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن اللقاء ساعد في إتاحة مجال لالتقاط الأنفاس للجيش والدبلوماسيين في الولايات المتحدة، من أجل التخطيط لانسحاب أكثر تأنياً من سوريا، في ظل معلومات وصلت الرئيس تقول إن الانسحاب السريع من سوريا، لا يمكن أن يكون آمناً للقوات الموجودة على الأرض. "وبعد انقضاء قرابة ثلاثة أسابيع على هذا اللقاء لم ينسحب جندي واحد من سوريا وكان كل ما انتقل من سوريا بعض العتاد".

وعلى الرغم من أن ترامب أعلن في البداية عن انسحاب سريع فقد ردد منذ ذلك الحين أنه ليس من الضروري أن يكون الانسحاب سريعا. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض في السادس من يناير - كانون الثاني الجاري "سننسحب في سوريا وسنسحب قواتنا. لم أقل قط إننا سننجز ذلك بسرعة".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة إن الانسحاب "لا يعتمد على إطار زمني متعسف" وإنه سيأخذ في الاعتبار الظروف القائمة على الأرض والمحادثات مع الحلفاء. ويبدو أن التنازل الذي قدمه ترامب بإتاحة المزيد من الوقت قد دفع الجيش الأمريكي ومسؤولي الإدارة الأمريكية لتحقيق أكبر إنجازات ممكنة في الأيام الأخيرة من الحملة السورية.

كما نقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين قولهم "إن التخطيط لانسحاب كامل ما زال يجري رغم التصريحات المثيرة للبلبلة بل والمتضاربة في بعض الأحيان من البيت الأبيض ورغم التوتر مع تركيا التي يُفترض أن تتولى أمر الحرب على الدولة الإسلامية". وقال عدة مسؤولين للوكالة إنهم "يتوقعون انسحابا قبل نهاية مارس آذار لكنهم لم يتمسكوا بهذا الموعد في ضوء النقاشات سريعة التطور حول السياسات والتطورات التي لا يمكن التنبؤ بها في ساحة المعركة".