الجمعة 2019/04/26

لبنان يرحل سوريين لبلادهم.. وهدم مخيم واعتقال لاجئين

كشفت منظمة حقوقية عن اعتزام السلطات اللبنانية ترحيل لاجئين سوريين قسرا إلى سوريا، بعد يوم من إدانة إقدام السلطات على هدم مخيم للاجئين تابع لجمعية إغاثية.

واحتجز الأمن العام اللبناني في مطار بيروت، الخميس، 18 لاجئا سوريا، بينهم أربع نساء، بعد عودتهم من قبرص التركية التي كانت السلطات اللبنانية قد رحلت غالبيتهم إليها في وقت سابق من هذا الشهر. والجمعة، تم اقتياد المجموعة من مطار بيروت باتجاه الحدود السورية، وفق مركز وصول لحقوق الإنسان.

وسبق أن منعت السلطات اللبنانية المجموعة من الدخول، لترحلهم في 21 نيسان/ أبريل باتجاه قبرص الشمالية، على أمل انتقالهم لاحقا إلى الجزء اليوناني من الجزيرة، العضو في الاتحاد الأوروبي، بمساعدة الأمم المتحدة، لكن ذلك لم يحصل، بل تمت إعادتهم إلى لبنان الذي تذرعت سلطاته بإشارة منع الدخول على جوازات هؤلاء اللاجئين بعد ترحيلهم في المرة الأولى.

وبحسب المركز في بيان، فقد تم إجبار اللاجئين على توقيع وثائق تفيد بأنهم وافقوا على الترحيل باتجاه سوريا بإرادتهم، رغم أنهم "ذكروا للأمن العام اللبناني رفضهم للعودة إلى سوريا بسبب خوفهم من الوقوع بأي مشاكل أمنية بعد غيابهم لسنوات عن سوريا، أو احتمالية ضمهم للخدمة العسكرية الالزامية، لكن أمن المطار لم يستجيب للخطر الذي ينتظر اللاجئين، وقاموا بإخراج اللاجئين نحو نقطة المصنع اليوم عند الساعة 4:30 مساء اليوم".

وذكر مصدر في المركز لـ"عربي21"؛ أن المجموعة تم ترحيلها من قبرص التركية إلى لبنان عبر إسطنبول.

وأوضح المركز أنه عمل سابقا "على عدة قضايا متعلقة بالاحتجاز التعسفي في مطار بيروت هذا العام، وقد وثّق المركز وتابع عملية ترحيل سبعة لاجئين سوريين في شهر كانون الثاني/ يناير2019 من دون معرفة مصيرهم إلى الآن، بعد أن أجبرهم الأمن العام اللبناني بالتوقيع على أوراق الترحيل، وتركهم خارج الحدود اللبنانية نقطة المصنع".

مخيم الياسمين

أقدم الجيش اللبناني، الأربعاء، على تدمير مخيم الياسمين التابع لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية، في منطقة برالياس في البقاع.

وذكرت مصادر إعلامية وحقوقية أنه تم اعتقال 88 لاجئا في المخيم، بينهم كبار في السن وأشخاص قُصّر، بعد هدم المخيم بالكامل وتمزيق خيامه.

ويشار إلى أنه تم بناء المخيم بالأصل من قبل اتحاد الجمعيات بالتعاون مع وزارة الداخلية اللبنانية، كمخيم طوارئ لإيواء الذين تتعرض خيامهم في عرسال للاحتراق أو الغرق بسبب الأمطار.

ويشكل موضوع اللاجئين السوريين في لبنان مادة لحملات إعلامية وسياسية في لبنان، يغلب عليها طابع العنصرية تجاه السوريين. وتريد قوى سياسية، بعضها مؤيدة لنظام بشار الأسد وأخرى مسيحية مناهضة له، إعادة السوريين إلى بلادهم بأي طريقة، مع تكرار تحميلهم مسؤولية تدهور الأوضاع في لبنان واتهامات بتغيير التركبية الديمغرافية في لبنان. لكن أطرافا سياسية وحقوقية تحذر من إجبار اللاجئين على العودة دون رعاية دولية لضمان سلامتهم، أو تهيئة الظروف في مناطقهم في سوريا، بتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة.

ويرفض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري؛ فتح أي اتصالات مباشرة مع نظام الأسد بحجة تسهيل عودة اللاجئين.

وتشير أرقام الأمن العام اللبناني إلى عودة أكثر من 50 ألف سوري أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري، فيما بدت التحذيرات أكثر جدية على مصير العائدين عندما أشار وزير شؤون النازحين السابق، معين المرعبي، إلى معطيات تعرض العائدين للتنكيل والاعتقال.

وتم تنظيم عودة هؤلاء عبر جهاز الأمن العام تحت مسمى "العودة الطوعية"، كما ساهم حزب الله بشكل فعّال في تشجيع هذا العودة، وأنشأ مكاتب خاصة لاستقبال طلبات العائدين.