الأربعاء 2019/08/21

كيماوي الغوطتين.. ذكرى قاسية تمر مجدداً

تمر اليوم الأربعاء الذكرى السنوية السادسة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، وراح ضحيتها آنذاك أكثر من 1400 قتيل مدني أغلبهم أطفال ونساء.

واستهدفَ النظامُ في ساعات الفجر الأولى من ذلك اليوم 21 آب 2013 مدنَ وبلداتِ زملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية والمعضمية في الغوطة الغربية عبرَ صواريخِ أرض أرض مُحَمَّلَة بالغازات السامة، وذلك من ثكناتِ النظام في اللواء مئةٍ وخمسة وخمسين في ريف دمشق.

وكان من اللافت أن النظام تعمد ضرب تلك المناطق في ساعة متأخرة من الليل حيث كانت درجة الحرارة منخفضة والهواء راكد، في الوقت الذي كان فيه معظم الأهالي نياماً لم يستفق منهم المئات بعد استنشاقه غاز الأعصاب السام.

وأنتجت قناة الجسر في العام 2016 فيلماً وثائقياً يتحدث عن المجزرة ومآلاتها وما حصل مع الضحايا، ويتضمن الفيلم شهادات حية من ناجين من تلك المجزرة التي بقيت ذكراها مؤلمة في قلوب ملايين السوريين.

ولاقت المجزرة تنديداً عالمياً ودولياً كبيراً، لكنه حتى الآن لم يسفر عن تقديم أي من الجناة التي ارتكبوها للعدالة، بل إن نظام الأسد ارتكب مجازر كيماوية جديدة بعد تلك المجزرة أبرزها في خان شيخون عام 2017 ، وفي دوما عام 2018، حيث راح ضحيتها عشرات المدنيين، وردت دول غربية على المجزرة بضربات جوية اعتبرها الكثيرون بمثابة "رفعة عتب"، فهي لم تؤثر على نظام الأسد وتشكل رادعاً له عن ارتكاب مزيد من الجرائم ضد المدنيين العزل.

وحتى هذا اليوم لا يزال الكثير من المدنيين يتخوفون من ارتكاب بشار الأسد بدعم من روسيا مجازر كيماوية جديدة في المناطق المحررة، خاصة أنه يتلقى الضوء الأخضر من الروس الذين يستخدمون الفيتو ضد أي قرار بمجلس الأمن يدين ممارسات نظام الأسد أو يدعو لمحاسبته.