الأثنين 2021/08/30

كارثة صحية في إدلب.. والبنى التحتية ليست على ما يرام

تشهد مناطق شمال غرب سوريا ارتفاعاً متزايداً منذ الأول من آب/أغسطس في أعداد المصابين بفيروس كورونا بعد انتشار متحور دلتا، وسط مخاوف من انهيار القطاع الصحي المنهك، وتحذيرات من "كارثة صحية وشيكة" خصوصاً في منطقة حارم شمالي إدلب.

 

وطالبت "حكومة الإنقاذ" في بيان السبت، جميع الوزارات والجهات العامة التابعة لها، بإلزام العاملين والمراجعين بالإجراءات الوقائية، لمنع الإصابة بفيروس كورونا. ودعت العاملين الى الالتزام بالتباعد المكاني وارتداء الكمامات الطبية والتعقيم وتجنب المصافحة.

 

ويأتي هذا التعميم في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في مناطق شمال غرب سوريا، إذ أعلن فريق "منسقو استجابة سوريا" أن العدد الكلي للحالات الإيجابية منذ مطلع آب/أغسطس، بلغ 7 آلاف و729 حالة، بعد تسجيل 991 إصابة الجمعة معظمها في حارم، وهي أعلى حصيلة يومية منذ بدء تفشي الفيروس في الشمال السوري.

 

وأعلن فريق "منسقو استجابة سوريا" تصنيف منطقة حارم وكافة القرى والبلدات التابعة لها، شمالي إدلب، منطقة عالية الخطورة بسبب ارتفاع إصابات كورونا فيها. وتوقع الفريق انفجار أعداد الإصابات في الفترة المقبلة في حال عدم تشديد القيود على المنطقة.

 

ودعا الفريق جميع المنظمات الإنسانية بشكل طارئ، إلى التنسيق بينهم لمواجهة الوباء والحد من انتشاره، وشدد على أنه في حال عدم التدخل السريع "سوف تحل كارثة إنسانية تحصد الأرواح من دون سابق إنذار".

 

وقال وزير الصحة في "حكومة الإنقاذ" أيمن جبس إن "السبب الرئيسي لانتشار الوباء في الشمال السوري هو دخول الزائرين في عيد الأضحى بأعداد كبيرة من تركيا"، مضيفاً أن "دلتا انتشر في الكثير من دول العالم ومنها الولايات المتحدة مؤخراً"، لافتاً إلى أنه سوف يتنشر الآن أو مستقبلاً.

 

وتحدث الوزير عن الإجراءات التي تقوم بها الوزارة لمواجهة الوباء، وقال ل"المدن": "نعتمد حالياً على نشر التوعية بين مختلف شرائح المجتمع وخصوصاً الخطباء ورؤساء المجالس المحلية لحث أفراد المجتمع على الالتزام بالإجراءات الوقائية الفردية وزيارة المراكز لتلقي اللقاح بأسرع ما يمكن، كما ننشر بشكل دوري توجيهات وتحذيرات للناس حول الوباء منذ بدء الموجة الحالية".

 

وأضاف أن "هناك إجراءات من المفترض أن يتم تعميمها من قبل الحكومة على المؤسسات والدوائر العامة وعلى المجتمع"، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً مع الحكومة المؤقتة ومديرية الصحة في إدلب التابعة للمؤقتة لتكاتف الجهود ومواجهة الوباء.

 

وأشار إلى أن البنية التحتية الطبية ليست على ما يرام وخصوصاً مع توقف دعم العديد من مراكز العزل ومستشفيات كورونا و"هذا ما وضعنا أمام تحدٍ خطير في مواجهة الوباء".

 

وكانت مديرية صحة إدلب قد حذرت منذ أيام من سرعة تفشي فيروس كورونا، ولا سيما المتحور منه "دلتا"، ودعت السوريين إلى المسارعة لتلقي اللقاح المضاد لكورونا. فيما دعت جهات إنسانية محلية، المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتقديم الدعم وتزويد المستشفيات بالمعدات والإمدادات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.