الأربعاء 2022/06/08

قوات النظام تحرق المحاصيل الزراعية في سهل الغاب

تعرضت الحقول الزراعية التابعة لقرية السرمانية بمنطقة سهل الغاب شمال غربي محافظة حماة، لقصف مدفعي من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وروسيا في ريف حماة والمتاخمة لريف إدلب الغربي، ما أدى لاندلاع حرائق ضخمة في تلك الحقول بُغية منع المزارعين من الاستفادة من محاصيلهم الزراعية ومحاربة قاطني منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) في لقم عيشهم.

 

وحول الأراضي الزراعية التي تم استهدافها، قال طارق الرمضان، وهو متطوع في منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، في حديث لـ "العربي الجديد": "لا يمكن تقدير المساحة التي شملتها الحرائق في المنطقة لأن فرقنا لم تتمكن من الوصول إليها حتى الآن بسبب رصدها من قوات النظام وروسيا"، مُشيراً إلى أن الحرائق مستمرة حتى اللحظة حيث تتسع رقعة الحرائق في المنطقة بشكل كبير، وتتعمد قوات النظام تكرار الاستهداف لمنع الفرق من الوصول إلى المكان ونشر الحريق بشكل أكبر.

 

ولفت الرمضان إلى أنه "حتى الآن لم تتمكن فرق الإطفاء من الوصول إلى المنطقة، بسبب الاستهداف المتكرر والمتعمد للمنطقة لمنع وصول فرق الإطفاء إليها ورصدها للمنطقة بشكل كبير".

 

وأكد المتطوع في "الخوذ البيضاء"، أن "قوات النظام وروسيا تتعمد استهداف هذه المحاصيل بهدف إحراقها ومنع المدنيين من جني محاصيلهم الزراعية، وإلحاق أكبر قدر من الضرر بمحصول القمح والشعير الذي يعد عماد الغذاء والإنتاج الزراعي في شمال غربي سورية وفرْض مزيد من التضييق على حياة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، ومحاربة الناس في مصادر رزقهم ولقمة عيشهم".

 

ولفت الرمضان إلى أن "ذلك يتزامن مع مساعٍ روسية لإيقاف التفويض بإدخال المساعدات الإنسانية الأممية عبر معبر باب الهوى الحدودي، الذي يعد شريان الحياة لأكثر من 4 ملايين مدني يعتمدون المساعدات الإنسانية والطبية التي تقدمها الأمم المتحدة، وتهديد الأمن الغذائي في مناطق شمال غربي سورية والتي تشهد اكتظاظاً كبيراً في عدد السكان تشكل نسبة ثلثهم من النازحين".

 

وأشار الرمضان إلى أن "الصعوبة الأكبر تتجلى في تعمد قوات النظام تكرار الاستهداف لزيادة حجم الضرر في كل مرة، ومنعها من الوصول إلى المكان إضافة لمخاوف استهداف الفرق أثناء عملها، والانتشار الكبير للحرائق خلال ساعات قليلة وصعوبة السيطرة عليها في حال الاستجابة لسعة انتشار الحريق".

وأوضح الرمضان أن "حوادث القصف المتعمد من قوات النظام وروسيا للمحاصيل الزراعية تتكرر خلال الفترة الماضية، حيث استهدفت قوات النظام وروسيا يوم السبت 21 مايو/ أيار الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في نفس القرية والأراضي الزراعية بمحيط بلدة معارة النعسان شرقي إدلب بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة وأدت لحرائق في المحاصيل الزراعية"، مضيفاً أن "فرقنا لم تتمكن أيضاً من الوصول إليها بسبب رصد قوات النظام للمنطقة وتعمدها إحراق تلك المحاصيل وإعادة استهداف من يعمل بإطفائها".

 

وكانت منظمة "الدفاع المدني السوري" قد أشارت في تقرير لها قبل أيام إلى أن "أعداد الحرائق المندلعة في شهر مايو/ أيار الماضي ازدادت، والذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة"، مؤكدةً أن "فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري استجابت خلال الشهر الفائت لـ 213 حريقاً في عموم مناطق شمال غربي سورية منها 80 حريقاً في الأراضي المزروعة بالحبوب".

 

ولفتت المنظمة إلى أن "هذه الحرائق أتلفت محاصيل زراعية وخاصة القمح والشعير اللذين يعدان مصدراً رئيسياً للغذاء والإنتاج في الشمال السوري، تزامناً مع الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمزارعين في معظم المناطق السورية نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وانخفاض معدلات الهطولات المطرية هذا العام، وتأثير الحرب التي يشنها نظام الأسد وحليفه الروسي وتدميرهما مقومات الإنتاج الزراعي مما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي".