الأربعاء 2021/09/01

“قسد” تترقب..هل تنسحب واشنطن من سوريا بعد أفغانستان؟

 

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن قوات "قسد" المتمركزة في شمال شرق سوريا والمدعومة من الولايات المتحدة، في حالة ترقب وقلق بعد انسحاب الجنود الأميركيين من أفغانستان، رغم التطمينات الأخيرة بأن لا تغيير للوجود الأميركي في سوريا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن قوات قسد لم تنسَ "الذكريات المؤلمة" للانسحاب الأميركي السابق قبل 3 سنوات، حين أعلن دونالد ترامب بشكل مفاجئ انسحاب 2000 جندي أميركي تحالفوا مع قسد ضد تنظيم "داعش". 

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه "على الرغم من تحذير ترامب حينها من سحب كامل الجنود، إلا أنه قام بعدها بسحب نصفهم، وبذلك مهد الطريق أمام تركيا، الخصم الأكبر لقسد، للسيطرة على جزء من المنطقة".

 

وقالت إن "الخطوة الأميركية وُصفت بأنها خيانة للأكراد، الذين خسروا آلاف المقاتلين خلال الحملة التي يشنها التحالف الأميركي ضد داعش". وقال قائد قسد مظلوم عبدي حينها: "لا يزال حوالى 900 جندي أميركي متمركزين في مناطق واسعة من شمال شرق سوريا.. إنهم جزء من القتال المستمر ضد داعش، الذي يقدر التحالف الدولي عدد عناصره بين 8000 و 16000 في سوريا والعراق".

 

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن الانسحاب الأميركي الجزئي جاء بعد أن أعطى ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لعملية تركية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

 

وتابعت أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سعت في الأشهر الأخيرة إلى طمأنة مظلوم وقادة آخرين في قوات قسد، فأرسلت قائد القيادة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، إلى المنطقة للتحدث معهم. ونقل مسؤولون أميركيون وآخرون من قسد عن الإدارة الأميركية قولها إن الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية لا تزال قوية وأن الجنود الأميركيين لن يغادروا.

 

ونقلت الصحيفة عن مظلوم قوله إنه يتوقع استقراراً نسبياً في شمال شرق سوريا "إذا وفت الولايات المتحدة بتعهداتها"، مضيفاً "نشعر الآن أن لدينا دعماً سياسياً وعسكرياً أقوى، أكثر مما كان لدينا من الإدارة السابقة".

 

وتابع مظلوم خلال مقابلة في قاعدة عسكرية في وقت سابق من شهر آب/أغسطس: "بعد الانسحاب من أفغانستان، نقل إلينا مسؤولون أميركيون رسالة مفادها بأنه لن تكون هناك تغييرات حول وجودهم في سوريا".

 

وقال: "أعلم أن هدف الولايات المتحدة في سوريا هو محاربة الإرهابيين، لكن الوجود الأميركي يجب أن يستمر حتى يتم التوصل إلى حل للأزمة السورية"، مضيفاً أنه "إذا استطعنا إقناع الولايات المتحدة بهذا الأمر، نستطيع القول إن المستقبل سيكون إيجابياً". وحين سُئل مظلوم ما إذا كانت واشنطن ستقبل بطرحه، أجاب: "آمل ذلك".

 

وقالت الصحيفة إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يواصل تقديم المعلومات الاستخبارية وتنفيذ الضربات الجوية لدعم قوات قسد، مشيرةً إلى أن ميزان القوى في الحرب السورية متعدد الجوانب ويعتمد على الوجود الأميركي، مضيفةً أن التحالف يقوم أيضاً بتسيير دوريات بالتنسيق مع قوات قسد ضمن مناطق حقول النفط.

 

ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا هو فرصة لقوات النظام أو القوات الروسية أو التركية للتقدم. وأضاف المسؤولون أن الوجود الأميركي يمنع القوات الإيرانية من إنشاء "جسر بري" يسمح لها بتزويد حليفها "حزب الله" اللبناني بالأسلحة بسهولة أكبر. 

 

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أنه "في مناطق شمال شرق سوريا، قلة هم الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة ستُبقي قواتها إلى أجل غير مسمى". وقالت إنه "بعد 10 سنوات من الحرب، تصر قوات قسد والسلطة المحلية على أن حل الصراع السوري يجب أن يشمل تسوية سياسية تعترف بحقوق الأكراد في المنطقة".