الأربعاء 2019/04/03

غضب روسي من نظام الأسد بسبب إيران

كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن غضب روسي من نظام الأسد بعد إعطائه إيران حق تشغيل ميناء اللاذقية غرب سوريا، ما أعطى طهران لأول مرة موطئ قدم على البحر المتوسط قرب القاعدتين الروسيتين في طرطوس واللاذقية.

وكان وزير النقل لدى نظام الأسد علي حمود طلب في 25 شباط الماضي من المدير العام لمرفأ اللاذقية العمل على "تشكيل فريق عمل يضم قانونيين وماليين للتباحث مع الجانب الإيراني في إعداد مسودة عقد لإدارة المحطة من الجانب الإيراني»، تلبية لطلب إيران حق إدارة محطة الحاويات لمرفأ اللاذقية لتسوية الديون المترتبة على نظام الأسد، وذلك بسبب الدعم المالي والعسكري الذي قدمته طهران لدمشق في السنوات الثماني الماضية.

ويشغل مرفأ اللاذقية منذ سنوات بموجب عقد بين نظام الأسد من جهة، و"مؤسسة سوريا القابضة" التي تضم كبار رجال الأعمال المقربين من النظام، ووقّعت شراكة مع شركة فرنسية لإدارة المرفأ، إذ إن آليات ضخمة تفرغ الواردات من السفن إلى المرفأ، قبل نقل البضائع ومشتقات النفط إلى سوريا ودول مجاورة.

لكن حكومة نظام الأسد، بحسب معلومات "الشرق الأوسط"، وجّهت كتباً خطية إلى "سوريا القابضة" لالتزام الاتفاق بين نظام الأسد بين وطهران لمنح الأخيرة حق تشغيل المرفأ اعتباراً من الخريف المقبل.

وطرح هذا الاتفاق الجديد وفق الصحيفة إشكاليتين؛ الأولى إمكانية ذهاب الشركة الفرنسية إلى القضاء لرفع قضية ضد نظام الأسد وطلب تعويضات على فسخ العقد المبرم بين الطرفين. الثانية سياسية – استراتيجية، ذلك أن تسلُمَ الجانب الإيراني إدارة مرفأ اللاذقية "يثير غضب موسكو التي كانت استفردت بالسيطرة على المياه الدافئة السورية"، بحسب دبلوماسي غربي.

وجاء قرار نظام الأسد إعطاء تشغيل المرفأ إلى طهران، بموجب اتجاه سياسي في دمشق وفق "الشرق الأوسط" تمثل في "اللعب بين الجانبين الروسي والإيراني" والانحياز إلى طهران وإعطائها امتيازات خاصة للمساهمة في إعمار سوريا.

وتؤكد الصحيفة أن طهران عملت في نهاية العام الماضي على ممارسة ضغوط على نظام الأسد بسبب انزعاجها من بطء تنفيذ اتفاقات استراتيجية، بسبب تحفظات داخلية، وأخرى قدّمها الجانب الروسي.