الجمعة 2018/02/23

عفرين…تكشف العلاقة الوثيقة بين المليشيات الكردية ونظام الأسد

بعد إعلان القوات التركية والجيش السوري الحر إطلاق عملية “غصن الزيتون” في العشرين من شهر كانون الثاني الماضي، ضد مليشيات (ي ب ج) في منطقة عفرين، بهدف حماية حدودها الجنوبية، حيث تعتبر أنقرة “ي ب ج” الجناح العسكري لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي (ب ي د)، وتصنفها على قائمة المنظمات الإرهابية، لاتهامها بالارتباط بـ “حزب العمال الكردستاني” (بي كي كي)، الذي يحاربها على أراضيها.

القوات التركية والجيش السوري الحر خلال 32 يوماً تمكنوا من بسط سيطرتهم على جبال وتلال استراتيجية، إضافة لعشرات القرى، ووصل مناطق شرق ناحية بلبل بمدينة إعزاز شمال حلب، إضافة إلى فتح الطريق بين محوري راجو وشيخ الحديد، بعد قتل وجرح مئات من عناصر ” ب ي د” وتدمير عشرات المواقع والآليات العسكرية.

اتفاق بين " ب ي د" والنظام على دخول عفرين

الخسائر المتتالية والكبيرة للميليشيات الكردية الانفصالية في العتاد والأرواح، وفشلها الأخير بإيقاف “غصن الزيتون” عن التقدم، عبر نشر شائعات بقصف القوات التركية والجيش الحر قراها بالغازات السامة بهدف إثارة المجتمع الدولي للضغط على أنقرة وإيقاف حملتها في عفرين، دفع قيادات الميليشيات الانفصالية إلى اللجوء لقوات الأسد لطلب العون ودخول مدينة عفرين للقتال جنباً إلى جنب ضد القوات التركية، جاء ذلك في تصريحات علنية لقياداتها على وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية وحتى الكردية، معللين ذلك بأنهم يقبلون بجميع الخيارات عدا دخول الجيش التركي إلى عفرين.

مراقبون ومحللون سياسيون أكدوا أن نظام الأسد فرض على ” ب ي د” عدة شروط وصفوها بـ”الاستسلامية و الانهزامية” مقابل دخول مدينة عفرين، وهي تسليم إدارة المباني الحكومية والثكنات العسكرية بالكامل في مدينتي عفرين وحلب، إضافة لتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومخازن الأسلحة، كما اشترط سحب جميع الشباب في المنطقة الذين هم في سن الخدمة الإلزامية.

وكالة “رويترز” نقلت عن المتحدث باسم ” وحدات حماية الشعب الكردية” نوري محمود قوله، إن مئات العناصر من القوات الشعبية الموالية لنظام الأسد انتشروا على الخطوط الأمامية في جبهة عفرين، مشيراً إلى أن العدد لا يكفي لصد القوات التركية والجيش السوري الحر، كما طالب “محمود” نظام الأسد للدفع بمزيد من القوات إلى المنطقة، فيما أكد مراقبون ومحللون سياسيون أن الأسد لم يرسل قوات نظامية إلى عفرين، خشية حدوث مواجهة مباشرة مع القوات التركية في حال لم تتراجع أنقرة عن حملتها العسكرية.

علاقة "ي ب د" بنظام الأسد في عفرين قديماً وحديثاً

مع تكشف الحقائق والأوراق يوماً بعد يوم لم يبقى هناك شك بعلاقة وتنسيق الميليشيات الكردية الانفصالية بمختلف تسمياتهم من” قسد” و “ي ب د” و ” ي ب ج” و ” بي كي كي” وقوات الأسد من شمال شرق سوريا في الحسكة مروراً بمنبج وتل رفعت ومطار منغ ثم إلى عفرين وأحياء حلب الشرقية.

الميليشيات الانفصالية أصبحت ومازالت خنجرا مسموما يستخدمه نظام الأسد لطعن الثورة السورية والجيش السوري الحر في أي مكان وزمان يشاء، وهذا ما تجلى قديماً في بلدتي نبل والزهراء التي كانت تحاصرها كتائب إسلامية وفصائل من الجيش الحر، حيث أكد ناشطون وقياديون من “الحر” أن الميليشيات الانفصالية كانت تمد مليشيا النظام المتواجدة في البلدتين بالسلاح والذخيرة والغذاء والأدوية إلى أن تم فك الحصار عنها في بداية شباط 2016.

بدورهم أكد ناشطون لـ ” الشرق السوري” انسحاب الميليشيات الكردية من عدة أحياء في مدينة حلب كانت سيطرت عليها بعد معارك مع الجيش السوري الحر، من بينها الهلك وبعيدين والحيدرية وبستان الباشا والشيخ مقصود وتسليمها لقوات النظام، فيما زعم قيادي في المليشيا الكردية ويدعى ” فرات خليل” أنهم انسحبوا من حلب للدفاع عن عفرين.

وسائل إعلام النظام وكردية وروسية نشرت مقاطع مصورة عن استقبال أهالي عفرين لقوات موالية للنظام عند دخولها مدينة عفرين، ورفعوا صور المجرم “بشار الأسد” بجانب صور ” عبد الله أوجلان” زعيم (بي كي كي) كما رفعوا أعلام النظام.

ردود الأفعال التركية من دخول ميليشيات موالية للنظام إلى عفرين

تصاعدت ردود الأفعال التركية الرافضة لدخول موالية للنظام إلى عفرين، حيث توعد المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، نظام الأسد بأنه سيكون هدفًا لتركيا، إذا غير زيه ودخل عفرين بهيئة مليشيا “ب ي د”، مضيفا أن كل من يحاول مواجهة الجيش التركي سيُعتبر في صفوف التنظيمات الإرهابية، كما تعهد بمواصلة أنقرة “غصن الزيتون” حتى تطهير المنطقة من الإرهابيين بالكامل.

من جانبه قال وزير الدفاع التركي نورالدين جانكلي، في تعليقه على إرسال نظام الأسد مجموعات موالية له إلى “عفرين” بأن” كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفا للجيش التركي، مضيفاً أن المجموعات المسلحة التي أرسلها النظام إلى عفرين، ليس لديها القدرة على تغيير نتيجة محاربة الإرهاب التي تنفذها القوات التركية في تلك المنطقة على الإطلاق.

وهنا يتساءل البعض كيف تعقد المليشيات الكردية الانفصالية اتفاقيات مع نظام الأسد ويقاتلون بخندق واحد شمال سوريا…ويتقاتلون في شرقها بدير الزور… ((مسرحية ” قسد” والنظام…اتفاقيات في الشمال ومعارك في الشرق))