الأثنين 2020/04/20

ظريف والأسد.. لقاء “الكمامات” و”التحديات الوجودية”

وسط إجراءات صحّية صارمة فَرضت على الجميع ارتداء الأقنعة الواقية، استقبل نظام الأسد وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" في أول حدث من نوعه منذ عام.

كان في استقبال "ظريف" في مطار دمشق نائب وزير خارجية الأسد "فيصل المقداد"، ثم عقد لقاءات مع "وليد المعلم" و"بشار الأسد"، أفاد الإعلام الرسمي للطرفين -كعادته- أنها تناولت "العلاقات الثنائية" و"الحرب على الإرهاب"، ومسار اللقاء القادم لرعاة أستانا، الذي سيكون هذه المرة عبر الفيديو.

غير أن مؤشراتٍ عديدة تتزامن مع الزيارة، تُعطيها أبعاداً أكبر من "العلاقات الثنائية" التي يتكلم فيها عادة مسؤولون من الصف الثاني أو الثالث في سُلّم الدبلوماسية الإيرانية. فهي تأتي ضمن عناوين ملخصُها:

1- الهجوم اللاذع غير المسبوق من قبل الإعلام الروسي المقرّب من الكرملين على شخصية "بشار الأسد"، والحديث لأول مرة عن أنه "ضعيف" و "فاسد" و"فاقد للشعبية".

2- التسريبات الإعلامية المتكررة باقتراب حصول "تسوية سياسية" لا يكون "الأسد" جزءاً منها، تهدف بشكل حاسم إلى إخراج إيران وأذرعها من سوريا، وقد بدأ التمهيد لذلك عبر عملية اغتيال "قاسم سليماني" مطلع العام الجاري.

3- محاولات إيران المتكررة إنهاء وقف إطلاق النار في إدلب، وإصرار روسيا على التمسّك به وعدم السماح للأسد أو لطهران بـ"تخريب" الاتفاق الموقع في 5 آذار الفائت بين أردوغان وبوتين.

4- تسريبات أمريكية وإعلامية بأن "قانون قيصر" سيدخل حيز التنفيذ خلال أسابيع قليلة، بمجرد انتهاء "أزمة كورونا".

المعطيات الأربعة السابقة تضع خيارات دمشق وطهران على محكّ حقيقي، يستوجب من الطرفين تأكيد "العلاقات الثنائية" أكثر من أي وقت مضى.

رسالة "ظريف" غير المعلنة هي أن إيران "لن تتخلى عن الأسد"، لأنها تعلم أن نهايته تعني نهاية مشروعها طويل الأمد في سوريا، والذي بذلت لأجله المليارات، والثابت أن "بشار الأسد" ليس لديه ما يمكن أن يتعهّد به لأنه يعلم يقيناً أنه مجرد "بيدق" في رقعة الشطرنج السورية، وأن مصيره لم يعد في يده منذ أن حلّقت أول مقاتلة روسية في سماء سوريا عام 2015، لإنقاذه من سقوط كان وشيكاً.