السبت 2015/10/24

صيّاد تركي يصف لحظات إنقاذه رضيعًا سوريًا من الغرق

حكى القبطان التركي رجب أفران، للأناضول، اللحظات الصعبة التي عاشها أمس الأول الأربعاء، مع طاقم مركب الصيد الخاص به، أثناء إنقاذهم لاجئين سوريين غرقوا قاربهم في بحر إيجه، وخاصة اللحظة المعجزة التي تمكنوا فيها من إنقاذ حياة الطفل السوري محمد خلف الذي يبلغ من العمر عاما ونصف.

ففي صباح الأربعاء الماضي، كان أفران على موعد مع "أصعب حدث درامي يمر عليه خلال ٢٨ عاما"، من عمله في صيد الأسماك، يقول إفرن "أبحرنا كالعادة في الصباح الباكر، وعلى بعد ٧ أميال من الساحل لاحظنا خزان وقود برتقالي يطفو على سطح الماء، وعند استخدام المنظار رأينا عددا كبيرا من الأشخاص، يكافحون الغرق وهم يمسكون ببعضهم البعض، كانوا في الماء منذ حوالي ٤ أو ٥ ساعات، وبدوا على حافة الصدمة".

أبلغ أفران خفر السواحل بالحادث، وعندما وصلت فرقهم، كان طاقم مركب أفران نجح في انتشال جميع الأشخاص، ونقلهم إلى المركب، كانوا ١٥ شخصا بينهم ١٠ نساء.

لاحظ أفران بعد ذلك ما بدا أنه سترة نجاة فارغة على بعد ميل ونصف، وقرر الاقتراب منها يحدوه أمل غامض اتضح عندما لاحظ وجود طفل في السترة، يقول أفران عن تلك اللحظات "كانت يداه متيبستان، اعتقدنا أنه ميت وحزنا كثيرا، لكننا سمعنا فجأة صوت أنين أحيا فينا الأمل".

انتشل طاقم المركب بسرعة الطفل، الذي عرفوا فيما بعد أن اسمه محمد خلف، كانت يداه وقدماه بيضاء لبقائه فترة طويلة في الماء البارد، والزبد يخرج من فمه. سارع طاقم المركب لنزع ثياب محمد المبللة وتغطيته ببطانية، وفعلوا كل ما بوسعهم لإنقاذه من الموت إلى أن استجاب لمحاولاتهم أخيرا.

استخدم أفران هاتفه النقال، لالتقاط مقطع فيديو لعملية إنقاذ محمد الصغير، وكفاحه مع الموت.

بدورها شرحت والدة محمد، لوران خلف، للأناضول، اللحظات العصيبة التي مرت بها، بعد أن غرق القارب الذي كانت تستقله مع ابنها في طريقهم لليونان، واعتقادها أنها فقدت طفلها إلى الأبد.

التقت الأناضول، لوران الحامل، في منزل أقرباء لجأت إليهم، في مدينة إزمير التركية، بعد إنقاذها وطفلها من الغرق، وشرحت لوران أنها هربت من كوباني مع طفلها محمد وعدد من أقاربها، وأن زوجها كان ملاحقا من قبل تنظيم داعش، وقررت محاولة التسلل إلى اليونان، في طريقها إلى والدتها التي تقيم حاليا في سويسرا، لتأمين حياة أفضل لأطفالها.

اتفقت لوران مع مهربين يتقاضون ألفي يورو على كل شخص، وركبت مع ٢٩ شخصا أخرين في قارب. ووصفت لوران تلك اللحظات قائلة "تعطل محرك القارب ثلاث مرات، وبدأ الماء يتسرب إليه، ووجدنا أنفسنا في البحر بسترات النجاة التي نرتديها، احتضنت طفلي من أجل حمايته، إلا أنني ابتعلت الكثير من الماء وانزلق محمد من بين يدي، اعتقدت أنه مات وخفت كثيرا".

عندما انتشلها الصيادون، أخذت لوران تسأل عن ابنها قائلة "هل شاهدتم طفلي ذو الشعر الأحمر؟"، وعندما أروها إياه استغرقت وقتا طويلا لتصدق أنه مازال على قيد الحياة.

تقول لوران إنها تحمد الله أن ابنها لم يلق مصير الطفل أيلان، وإنها قررت العودة إلى سوريا رغم الحرب، وعدم تكرار تجربة التسلل بحرا.

ولا يزال ١٥ شخصا، ممن كانوا على متن القارب، معظمهم من الأطفال في عداد المفقودين، وتعمل فرق خفر السواحل التركية من أجل العثور عليهم.

جيهان جميل، تم إنقاذها من على متن القارب، إلا أنه لم يتم العثور حتى الآن على أطفالها الثلاث الذين كانوا معها.

قالت جيهان في تصريحات للأناضول، إنهم قاموا بوضع الأطفال في قمرة صغيرة بالقارب ليكونوا في وضع أكثر أمانا كما اعتقدوا، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذ الأطفال لدى غرق القارب.

وترغب جيهان في العثور على أطفالها أحياء كانوا أم أمواتا.

وأوضح جد الأطفال، محمد جميل، أن القارب الغارق كان على متنه ٣٠ من الأقارب، أنقذ منهم ١٥، ولا يزال ١٥ معظمهم من الأطفال في عداد المفقودين.