الأحد 2021/01/24

صحيفة هولندية: الأسد حريص على عودة اللاجئين ليكسب اعترافاً دولياً بتمكنه من إخماد الثورة

انتقدت صحيفة "هيت بارول" الهولندية، دعوات الأحزاب اليمينية المتطرفة في البلاد، لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدة أن "سوريا ليست آمنة".

ورأت الصحيفة أن دعوات الأحزاب المتطرفة "فكرة واهمة"، لاسيما البرنامج الانتخابي لحزب "الحرية" اليميني المتطرف، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها قريباً في هولندا.

وأكدت الصحفية الهولندية "فيرناندي فان تيتس"، ارتفاع عدد الاعتقالات في المناطق التي استعاد النظام السيطرة عليها، مشيرة إلى أنها شهدت على ذلك بنفسها عندما عملت في الأمم المتحدة في دمشق خلال عامي 2018- 2019، بعدما سيطرت قوات النظام على آخر المناطق المحيطة بالعاصمة.

وأشارت إلى أن "عدداً لا يحصى من السوريين اتصلوا بها بعد اعتقال أحبائهم عند حواجز التفتيش التابعة للنظام"، حيث "لم يعد ممكناً معرفة مصيرهم منذ ذلك الحين"، مؤكدة أنه "لا يزال من غير المعروف مكان وجود أكثر من 100 ألف معتقل سوري يختفون في سجون النظام".

ولفتت إلى أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يعتبران أن الوقت ليس مناسباً للعودة إلى سوريا"، خاصة في ظل تعرض السوريين لخطر الاعتقال والعنف، كما أن الخدمة العسكرية في سوريا إجبارية، إضافة إلى وجود تمييز من قبل النظام في منح الموافقات للعائدين للحصول على مساكنهم وأراضيهم وممتلكاتهم.

وأوضحت أن النظام لا يسمح للاجئين دائماً بالعودة إلى قراهم ومنازلهم حتى وإن كانت ما تزال موجودة، مؤكدة أن العائدين سيواجهون حياة "النازحين" في بلد يعاني من انقطاع الكهرباء ونقص في الخبز والبنزين وقلة في فرص العمل ومن دون آفاق مستقبلية وخوف من النظام.

ورأت أن بشار الأسد، "حريص على عودة اللاجئين، لأن ذلك سيشكل له اعترافاً دولياً بأنه تمكن من إخماد الانتفاضة في بلاده"، كما أن الشبان العائدين سيكونون مصدراً لقوات جديدة يضمها لجيشه الضعيف.

وبينت أن النظام يسعى للحصول على المال من خلال عودة اللاجئين، خاصة أن "قضية العودة لا تنفصل عن الدعم المالي لإعادة إعمار البلاد التي دمرها بنفسه".

وشددت على أن "السلطات الأمنية السورية هي التي تقرر من يمكنه العودة"، مشيرة إلى "رفض 20% من الطلبات المقدمة من اللاجئين السوريين في لبنان"، أغلبهم من المناطق التي شهدت معارضة قوية ضد الأسد.

وذكّرت الصحفية الهولندية بتصريح مدير إدارة المخابرات الجوية التابعة للنظام، جميل الحسن، حين قال "سوريا بعشرة ملايين شخص موثوق ومطيع أفضل من سوريا بثلاثين مليون مخرب".

واعتبرت أن إعادة السوريين تتطلب تعاوناً مع النظام، لكن هولندا قطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق منذ عام 2012.

ولفتت إلى وجود 105 آلاف سوري في هولندا، 80% منهم يقولون إنهم يشعرون كأنهم في وطنهم، داعية إلى الاهتمام بذلك في صناديق الاقتراع بالشكل الصحيح.