الأحد 2020/02/09

صحيفة بريطانية: العالم يواصل “فشله المخجل” في سوريا

اتهمت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية الحكومات والأمم المتحدة بالفشل في وقف "الحرب المخجلة" في سوريا.

وفي افتتاحية لها، قالت إن الحرب في سوريا التي ستدخل عامها العاشر الشهر المقبل تعتبر عاراً على العالم. فقد كان بإمكان الولايات المتحدة، وبريطانيا والدول الأوروبية تحديداً عمل المزيد لوقفها. وعوضاً عن هذا فشلت في التحرك بحسم ضد نظام بشار الأسد الذي ارتكب عدداً لا يحصى من الجرائم ضد الشعب السوري وبمساعدة من روسيا وإيران.

وقالت الصحيفة إن حصار مدينة إدلب، آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، دخلت مرحلة الذروة. وأدى القصف الذي لا يرحم إلى حصيلة رهيبة، حيث قتل أكثر من 200 شخص منذ بداية العام الحالي وهرب نحو 600 ألف مدني وقتل أكثر من نصف مليون سوري منذ بداية الحرب عام 2011. وتضيف الصحيفة أن حكومات العالم تخلت عن واجبها الأخلاقي والقانوني لحماية السكان والالتزام بالقوانين الدولية، بل إن الحرب في سوريا عرّت الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنقسم على نفسه.

وترى الصحيفة أن البرلمان البريطاني أخطأ عام 2013 حين خاف من "عراق أخرى" ومنع التدخل العسكري ثم تبعه الكونغرس الأمريكي، بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي غير قادر على تشكيل موقف أو نهج إنساني في الملف السوري.

وفي الوقت نفسه لم تعد “عملية السلام” التي ترعاها الأمم المتحدة مهمة -بحسب الصحيفة- لأنها تفتقد الحيوية والدعم، ولهذا السبب جرى خرق اتفاق إطلاق نار بعد آخر.

ومن التداعيات الأخرى للحرب السورية -تكمل الصحيفة-، أنها قدمت فسحة للجهاديين الذين هزموا وتشتتوا في العراق بعد زيادة القوات الأمريكية. وقدمت سوريا للإسلاميين ساحة حرب جديدة، وكانت النتيجة دولة إسلامية وخلافة هناك. وواصلت بريطانيا التي انضمت إلى التحالف الدولي لسحق تنظيم الدولة سياساتها غير المتماسكة في القضايا الأخرى المتعلقة بالحرب وتداعياتها مثل زيادة التهديد الإرهابي وتصاعد كراهية الإسلام.

وبالضرورة، فالفوضى المنتشرة في سوريا سمحت للقوى الأجنبية التي لا تهتم بوقف المعاناة الإنسانية باستغلال الوضع. ولا يمكن غفران السلوك الروسي. ففلاديمير بوتين مثل الأسد لديه الكثير لكي يجيب عنه.

وترى الصحيفة أن الأخطاء السابقة يجب ألا تقف أمام التحرك لوقف الكارثة المتزايدة في إدلب. ودعا الأطباء والعاملون في مجال الإغاثة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للتدخل رسمياً، وعليه السفر إلى هناك والاطلاع شخصياً على الحطام الإنساني ودمار الأمة وعار القوانين الدولية التي كانت يوماً مثال فخر للجميع.