الأثنين 2020/10/26

صحيفة: الحوار “الكردي-الكردي” في سوريا توقف حالياً لهذه الأسباب

نقلت صحيفة عربية عن "مصادر كردية بارزة" أن محادثات الأحزاب الكردية في سوريا "توقفت"، بانتظار تعيين الخارجية الأمريكية ممثلاً جديداً لها في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد عودة السفير ويليام روباك إلى واشنطن، وغياب الرعاية الدولية للحوار "الكردي – الكردي".

جاء ذلك وفقاً لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" عن "مصادر كردية" لما تكشف هويتها، قالت إن الحوار بين كل من "المجلس الوطني الكردي"، و"حزب الاتحاد الديمقراطي" (ب ي د)، توقفت حالياً بعد مغادرة ممثل الخارجية الأمريكية "ويليام روباك"، إضافة إلى مغادرة "منسقة الخارجية الأمريكية" زهرة بيلّلي، إلى إقليم كردستان العراق، لإجراء لقاءات مع رئاسة الإقليم، وبحث الملفات الأمنية والعسكرية معها.

وأضاف "قيادي كردي رفيع" للصحيفة نفسها، ملف "البيشمركة السورية" لا يزال أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين، وهي قوات عسكرية تنتشر في إقليم كردستان العراق، وترفض مليشيات "ب ي د" دخولها إلى الأراضي السورية.

وأضاف "القيادي الرفيع" (وهو عضو مفاوض في المباحثات الكردية)، بأن المنسقة الأمريكية "بيلّلي" أشارت في اجتماعها الأخير، إلى أنها ستغادر إقليم كردستان لتكمل جولتها إلى مدينة إسطنبول في تركيا، لعقد لقاءات مع الخارجية التركية واستكمال المفاوضات التي بدأها المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري السفير جيمس جيفري، خلال زياراته المتكررة إلى تركيا.

وأضاف المصدر، أنه "بانتظار تعيين الخارجية الأمريكية مبعوثاً جديداً في أعقاب عودة السفير ويليام روباك إلى واشنطن، فواشنطن تلعب دور الراعي والضامن، وبتغيب المظلة الدولية لمباحثات بين طرفين استمرت خلافاتهما أكثر من 6 سنوات، تكون المباحثات "لا قيمة لها".

وكشف رئيس حزب كردي مشارك في بالمفاوضات عن "المجلس الوطني الكردي" -بحسب "الشرق الأوسط" أيضاً- ، أن "المشكلة الرئيسية التي واجهتهم منذ انطلاق المحادثات، وجود طرف يريد إعلان النتائج بسرعة، (في إشارة إلى "ب ي د")، فيما يفضل الطرف الثاني المتمثل بالمجلس الكردي، التريث حتى إنجاز الاتفاق على جميع السلال الثلاثة: المرجعية والإدارة وسلة الحماية والدفاع".

أبرز الخلافات بين الطرفين:

وتتمحور الخلافات العالقة بين قطبي الحركة الكردية حول 5 نقاط رئيسية.

أولها، مطالبة قادة "المجلس الوطني الكردي" بالكشف عن مصير 10 مختطفين سياسيين و8 أعضاء من "المجلس العسكري الكردي"، وتحديد جهة المسؤولة عن الخطف. وكانت القيادة العامة لـ"قسد" (التي تشكل "ب ي د" عمودها الفقري)، قد أصدرت بياناً بداية العام الحالي، تحملت فيه "المسؤولية الأخلاقية" لاختفاء ثلاثة ناشطين سياسيين، وقالت إنها تستكمل التحقيقات للوصول إلى الأشخاص الذين تسببوا في اختفائهم ومحاسبتهم، دون الإشارة إلى ذكر مصير باقي المختطفين.

أما ثاني النقاط فتتعلق بسلة "الحماية والدفاع"، وتطالب رئاسة المجلس بإلغاء التجنيد الإجباري وعدم تبعيته لقوة عسكرية محددة، وأن تعمل قوات "البيشمركة" السورية في غرفة عمليات مشتركة مع قوات "قسد"، شريطة انتشارها في المناطق الكردية.

لكن قائد "قسد" مظلوم عبدي، وقادة "ب ي د"، يرفضون الطلب ويصرون على إبقاء القوات العسكرية والأمنية تحت مظلة قوات "قسد"، على أن تعامل "البيشمركة" مثل قوات "الصناديد" التابعة لعشيرة "شمّر" العربية و"المجلس العسكري السرياني"، وباقي الفصائل المنضوية في صفوف "قسد".

وتمحورت النقطة الثالثة حول العملية التعليمية التي زادت من تعقيد المباحثات. فقد دعا وفد المجلس إلى تحييد مستقبل التربية والتعليم عن الصراعات السياسية والعسكرية، والعمل مع الجهات الدولية مثل منظمة اليونيسيف، للاعتراف بالشهادات الموزعة في المدارس والمجمعات التربوية الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.

ويرى حزب الاتحاد "ب ي د" أن هذا المطلب "تعجيزي" بعد تطبيق المناهج الكردية في مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" على مدار 7 سنوات فائتة، حيث انتقل طلبتها إلى المرحلة الثانوية وافتتحوا جامعات ومعاهد خاصة، تتبع منهجاً تدريسياً بثلاث لغات رئيسية الكردية والعربية والسريانية وهي لغات مكونات المنطقة.

أخيراً، تبقت النقطة الرابعة المتعلقة بالتداخلات الكردستانية التي تشكل عقبة في إنجاح المباحثات المتعثرة، ويتهم قادة المجلس الوطني، حزب العمال الكردستاني ( ب ك ك )، بفرض هيمنته على "ب ي د"، وأنه يعمل ضد أي شراكة سياسية قد تلغي مستقبلاً دوره داخل المناطق الكردية السورية.

وتركزت خامس نقطة خلافية بين قطبي الحركة، على المشاركة في مؤسسات الإدارة الذاتية وهيئاتها، إذ يرى "المجلس الوطني" ضرورة تعديل قوانينها وعقدها الاجتماعي وتنظيم انتخابات عامة ضمن المناطق الكردية، لكن "ب ي د" يعتبر تأسيس الإدارة وعملها، نتاج "جهود سنوات وتضحيات" من شعوب المنطقة، ورحب بمشاركة المجلس، شرط عدم المساس بكيانها وهيكليتها ونظام رئاساتها المشتركة.

وكان قادة الأطراف المشاركون في اللقاءات التي انطلقت ف أبريل نيسان الماضي، قد انتقلوا للمرحلة الثانية الأشد تعقيداً في التفاهمات الجارية، وبحثوا "سلة الحماية والدفاع" في آخر اجتماع عقد برعاية الخارجية الأمريكية في مدينة الحسكة بداية الشهر الحالي.