الخميس 2016/03/10

صحيفة ألمانية تتمكن من الحصول على “وثائق مسربة” لتنظيم الدولة

قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتنغ" الألمانية إنها اطلعت على وثائق سرية لتنظيم الدولة، حصلت عليها أجهزة الأمن الألمانية عبر وسيط سوري، تتضمن قوائم بأسماء آلاف أعضاء التنظيم، والإجراءات التي يقوم بها مع الملتحقين الجدد في صفوفه، وكذلك الأسئلة التي يتم طرحُها عليهم.

وقالت الصحيفة إنها تمكنت من الحصول على هذه الوثائق بسبب ما وصفته "بالفساد" الذي بدأ يتفشى داخل التنظيم.

وذكرت الصحيفة أن التنظيم شهد تطورا كبيرا عبر الوقت، حتى أصبح يتصف بالبيروقراطية ويعتمد على المعاملات الورقية الرسمية، وبفضل هذا النوع من الوثائق، تم سابقا اكتشاف معلومات عديدة حول نظام العقوبات داخله، والإجراءات والمعايير المعتمدة لاتخاذ قرار مثل استئصال أعضاء "الأعداء" لإنقاذ حياة مقاتليه.

وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي تسربت حديثا؛ تتضمن قوائم بأسماء عشرات الآلاف من المقاتلين، الذين انضموا للتنظيم، مع ملف خاص بكل مقاتل، كما تكشف هذه الوثائق أن كل مقاتل أجنبي يخضع لاستجواب أثناء دخوله لمناطق سيطرة التنظيم، من قبل جهاز يشبه جهاز إدارة الحدود في الدول، وتتضمن هذه القوائم أسماء مقاتلين ألمان وآخرين من جنسيات أوروبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوثائق الجديدة تضمنت بطاقة استجواب تتكون من 23 سؤالا يقوم بالإجابة عنها كل مقاتل أجنبي لدى قدومه، وهي تتضمن الاسم الأصلي، والاسم القتالي الذي يريده كل شخص لنفسه، والتجارب السابقة التي يملكها في حمل السلاح، وعلاقاته داخل الشبكات الجهادية، وما إذا كان يريد القتال أو القيام بعملية انتحارية، والأطراف التي يجب الاتصال بها في حال وفاته.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الوثائق المسربة تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للقضاء الألماني؛ إذ إن حوالي 800 مقاتل من ألمانيا غادروا البلاد نحو مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، بحسب إحصاءات مكتب الشرطة الفدرالية، وقد عاد حوالي ثلثهم إلى البلاد مؤخرا، وهم يخضعون الآن للتحقيق وجلسات الاستماع في المحكمة، وهذه الوثائق الجديدة ستلعب دورا حاسما في تحديد مصيرهم.

واعتبرت الصحيفة أن عملية التسريب، التي تعد غير مسبوقة في ضخامتها وأهميتها، تعكس حالة الارتباك التي يعيشها التنظيم، والصعوبات المادية التي يمر بها، ما أدى إلى تفشي الفساد داخله، خاصة مع تواصل القصف الذي يتعرضله من عدة أطراف في سوريا والعراق، وانهيار أسعار النفط التي كان يعتمد عليها كثيرا في موازناته.