السبت 2020/07/18

شهادات حية لمعتقلي السويداء المفرج عنهم: عذبونا وضربونا على مناطق حساسة

وثقت شبكة “السويداء 24” المحلية شهادة أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجون النظام على خلفية المظاهرات السلمية التي شهدتها السويداء في شهر حزيران الفائت، مؤكدة حدوث عمليات تعذيب ممنهج.

وقال المصدر الذي فضل "عدم ذكر اسمه"، إنه تعرض لتعذيب ممنهج على يد عناصر الأمن بقوات النظام خلال اعتقاله، حيث تم جلده على رجليه وضربه على رأسه باليدين عدة مرات خلال فترة الاعتقال داخل السويداء.

وبين المصدر أن عناصر "الأمن" قاموا بركله بأقدامهم على صدره، ما تسبب له بكسر بأضلاع القفص الصدري، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب امتد طوال فترة وجوده في أقبية "الأمن" داخل السويداء.

وأوضح أنه تعرض لضرب على مناطق حساسة ليفقد الوعي لمدة طويلة، لافتاً إلى أن الضرب تسبب له بنزف في الخصية ما اضطرهم لتقديم العلاج له، وتحدث عن قيام العناصر بصب كميات كبيرة من المياه عليه، بقصد إيقاظه بعد فقدانه الوعي، وربط يديه خلف ظهره مدة 5 أيام بعد وضع المياه بأرض المنفردة، مشيراً إلى أنه كان عاريًا خلال عملية التعذيب وفترة التحقيق.

وأما في دمشق، فقد كان التعذيب بالجلد على الرجلين أو ما يعرف بين السوريين بـ”بساط الريح”، إضافة لقيام العناصر بتوجيه شتائم عنصرية وطائفية، حسب المصدر.

وقالت "السويداء 24" إنها اطلعت على شهادات عدة مواطنين من معتقلي المظاهرات ذاتها، أكدوا فيها تعرضهم لعمليات تعذيب قاسية وممنهجة.

اتهامات مختلفة:

وعن التهم التي وُجِهت له داخل الأقبية الأمنية في السويداء، أفاد المصدر بأنه وخلال التحقيق اُتهم بالتعامل مع "جهات خارجية مثل إسرائيل وأمريكا وتحقير رئيس الجمهورية والإساءة لأسماء الأسد”، بالإضافة لتهم أخرى منها الانتماء لمجموعات تابعة للملازم خلدون زين الدين وتمويل الجيش الحر أثناء فترة وجوده خارج البلاد.

ولكثرة التهم الموجهة إليه أُجبر على البصم على ضبط السويداء، وتم تحويلة إلى شعبة المخابرات العسكرية، لتتمحور التهم في دمشق حول "جهات ممولة للحراك واتصالات مع إسرائيل"، حسب المصدر.

تهم ملفقة:

ونقلت "السويداء 24" عن مصدر مشارك في الحراك نفيه جميع التهم الموجهة للمشاركين في الحراك، معتبراً أن الأجهزة الامنية لم تغير أسلوبها منذ أربعين عاماً بالتعامل مع أي محاولة للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحرية.

وأكد أن الحراك في السويداء كان سلمياً وشعبياً، لافتاً إلى أن جميع السوريين يعرفون كيف يتم التحقيق داخل الأفرع الأمنية منذ عقود، وقد طالبت منظمات دولية وإنسانية على رأسها “هيومن رايتس ووتش” و”منظمة العفو الدولية”، بالإفراج الفوري عن معتقلي مظاهرات السويداء أثناء اعتقالهم.

وأشار المصدر إلى أن الشباب في السويداء خرجوا على الظلم والضيق الذي لحق بهم وبجيل بأكمله، لما قال إنها “حرب التهمت زهرة شبابهم”، نافياً أن يكون لجميع المشاركين أي علاقات أو ارتباطات، واصفاً التهم بـ”الملفقة”.

وكانت السويداء قد شهدت مظاهرات امتدت من السابع حتى الخامس عشر من شهر حزيران الفائت، طالب خلالها المتظاهرون برحيل “بشار الأسد” وخروج روسيا وإيران من البلاد، وذلك على خليفة انهيار الليرة السورية بشكل قياسي أمام الدولار وتردي الأوضاع المعيشية.

واعتقلت قوات النظام ومليشياته عدداً من الشباب المشاركين في هذه المظاهرات خلال أيام 9 و15 و16 حزيران، لتعود وتفرج عنهم على دفعات بعد ضغوط من "حركة رجال الكرامة".