السبت 2019/03/16

“شقير” يتحدث عن ظروف وأسباب أغنية “ياحيف”

أجاب الفنان السوري الشهير "سميح شقير" عن الأسباب والظروف التي دفعته إلى كتابة وغناء وتلحين أغنية "ياحيف" التي كان لها الأثر الكبير على ملايين السوريين، وحركت مشاعرهم في الثورة ضد نظام الأسد، مشيراً إلى أنها كانت تحذيراً للنظام لمنعه من ارتكاب المجازر، غير أنه انتهج الأسلوب القمعي كما كان متوقعاً.

وقال "شقير" خلال مقابلة له مع قناة الجسر أثناء تغطيتها للذكرى الثامنة للثورة السورية أمس الجمعة رداً على سؤال حول ما إذا كان الموقف الذي دفعه لكتابة الأغنية سياسيٌ معارضٌ للنظام قبل الثورة، أم إنه كان وليدَ موقفٍ أخلاقي أو عاطفي، أجاب "شقير" أن الجانبين كانا موجودين.

وأوضح شقير "كونو في تاريخ لهذه الأغنية يلي كنت بغنيها ويلي بيجمع ما بين أغنياتي كلها يمكن هي عبارة الحرية؛ الهاجسِ الذي كان وراء كل نِتاجي السابق يلي ابتدأ من أوائل الثمانينات، وبالتالي هذا الموقف حاضر يلي رافض للديكتاتورية نهاية السبعينات أو قبل ذلك".

ونوه "شقير" إلى حقبة الاستبداد التي عاشها السوريون منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة، حيث مرت على السوريين في تلك الحقبة ظروف قمعية جعلت من الثورة في 2011 فرصة لا ينبغي تضييعها.

وقال الفنان السوري "عشنا مع كل الناس يلي حوالينا، كنا عم نحاول نوقف ضد موقف السلطة ومن مسارها بتكريس الاستبداد والديكتاتورية والمافيوية، وهذا كان مكشوف للكثير من الشباب في الفترة قبل الثورة، ووقت أجت الثورة كان هذا حلم، كانت الثورة دائماً الحلم يلي سعينا لأن ننثرَ بذوره؛ بذور التغيير ورفض الاستبداد، وبالتي وقت أجت الثورة أجت تعبير عميق عن هذا الهاجس البعيد".

ولفت الفنان السوري إلى أن تجاوبه مع الثورة كان بحدوده القصوى وكان في قدر في المفاجئة، وذلك بسبب "مرحلة اليأس" التي مر بها السوريون قبل الثورة.

في هذا الصدد يقول سميح شقير "تجاوبي مع الثورة كان بحدوده القصوى، وكان فرحاً عظيماً لإنو قبل الثورة وصلنا لمحل بدأ اليأس من التغيير يكون سمةً غالبة على معظم مشاعر السوريين، لانو هذا الاستبداد رشحَ نفسو، وبالتالي الفرصة عم تضعف حقيقة بإنو يثور هذا الشعب، فوقت نزلت الناس على الشارع كان هذا مع وجود المقدمات يلي كانت موجودة في الدول العربية الأخرى يلي ثارت وعملت تهيئة وتسخين لهذا التغيير، لكن مع ذلك كانت على قدر من المفاجئة لانو كلنا بنعرف قدرة النظام على البطش".

وأوضح "شقير" أن الموقف الذي دفعه لكتابة أغنية "ياحيف" هو موقف أخلاقي بالدرجة الأولى قبل أن يكون سياسياً، غير أنه محملٌ بوعيٍ سياسي كان واضحاً من خلال العبارات الموجودة بالأغنية التي قال إنها "تعطي إشارات لمدى فهمنا لهذا النظام، وبالتالي تصعيد الحوار معه، ما يعني تنبيهه تنبيهاً أخيراً، إنو هذا الشعب وقت يتحرر مثل القدر؛ هذه هي العبارة الأساسية، ولكن ذهب النظام بهذا المسار"، في إشارة للمسار القمعي الدموي.

ويختم شقير حديثه بأن أغنية "ياحيف" كانت صرخة عبرت عن شعور السوريين المُسيسين وغير المُسيسين "كل الناس يلي تحمل ضمير أنا بعتقد إنو تعاطفت وتفاعلت مع الأغنية لإنو عبرت عن شي داخلنا برفض هذا الاستبداد".

ومرت أمس الذكرى الثامنة للسورية السورية مع تمسك السوريين بمبادئ الثورة رغم كل الظروف الصعبة ميدانياً وسياسياً، والتآمر العربي الغربي لإخماد الثورة وإنهائها.