الأربعاء 2021/01/06

سوق سوداء للمازوت بمناطق النظام تؤجج أزمات السوريين في برد الشتاء

عادت طوابير السوريين أمام محطات توزيع الوقود في العاصمة دمشق، إثر قلة المشتقات النفطية وارتفاع أسعار المحروقات بالسوق السوداء.

 

ونقل موقع "العربي الجديد" عن عامل سابق بـ "محافظة دمشق"، أن سعر ليتر المازوت ارتفع من 180 ليرة إلى 1200 ليرة بالسوق السوداء (الدولار = نحو 2900 ليرة)، لأن حكومة بشار الأسد لم توزع مخصصات السوريين بما يسمى "البطاقة الذكية" منذ منتصف العام الماضي، موضحاً أن المخصصات لكل أسرة سنوياً تبلغ 400 ليتر توزع على دفعتين: في أغسطس/ آب ويناير/ كانون الثاني، لكن حصة شهر أغسطس الماضي لم توزع حتى اليوم.

 

ويؤكد المتحدث أن أصحاب "البطاقات الذكية" يدفعون رشى تصل لنحو 20 ألف ليرة لتقديم أدوارهم والحصول على الحصة المخصصة للأسرة السورية، لأن الحل البديل هو التوجه للسوق والشراء بأسعار مرتفعة جداً.

 

ولا تقتصر المعاناة على الأسر وصعوبة تأمين مازوت التدفئة، إذ تؤكد مصادر من العاصمة السورية لـ"العربي الجديد"، أن أصحاب سيارات الأجرة ينتظرون لساعات طويلة أمام محطات توزيع الوقود، ويقدمون رشى للحصول على مخصصاتهم ويدفعون أسعارا مضاعفة لزيادة المخصصات، ويصل سعر ليتر المازوت المدعم لسيارات الأجرة إلى 1000 ليرة.

 

وتكشف مصادر في ريف دمشق أن إجمالي كميات المازوت التي تصل للمحافظة لا يتجاوز 770 ألف لتر لكل القطاعات، منها 550 ألف لتر مخصصة للتدفئة تكفي لنحو 82 ألف بطاقة شهرياً وفقاً للكميات الحالية، في حين أن عدد البطاقات في ريف دمشق يناهز 600 ألف بطاقة، والحاجة الفعلية تبلغ أكثر من مليوني لتر يومياً من المادة.

 

ويرى الاقتصادي السوري حسين جميل، أن أزمة المازوت والغاز خلال فصل الشتاء متوقعة، لأن النفط بمناطق الأسد لا يزيد عن 20 ألف برميل يومياً، في حين الاستهلاك يزيد عن 140 ألف برميل يومياً، وهذه الفجوة كانت تؤمن عبر الاستيراد أو التهريب من مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرق البلاد.

 

أما اليوم، فالخلافات قائمة بين نظام الأسد ومليشيا "قسد"، كما أن نظام الأسد مفلس ولا يمكنه استيراد النفط، حسب جميل.

 

ويضيف الاقتصادي السوري لموقع "العربي الجديد"، أنه لا يمكن التنكر لمعاناة الأسر السورية بتأمين وسائل التدفئة وغلاء أسعار المازوت وانقطاع الكهرباء لأكثر من 15 ساعة حتى بالعاصمة دمشق، لكن هناك مشكلة أخرى لدى المزارعين والصناعيين الذين يدفعون ثمن لتر المازوت 1500 ليرة، وهذا سيسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وفي النهاية يدفع المواطن الثمن.

 

ويرجح جميل أن يلجأ نظام الأسد إلى رفع الأسعار، علماً أنه رفع سعر المازوت خلال الثورة منذ عام 2011 ست مرات، مبيناً أن للمازوت أسعار رسمية عدة، منها 180 ليرة للمواطنين لزوم التدفئة ووفق البطاقة الذكية، وللفلاحين وأصحاب الأفران 135 ليرة للتر.

 

يذكر أن إنتاج سوريا من النفط والغاز تراجع خلال الحرب من 385 ألف برميل نفط يوميا عام 2011 إلى نحو 20 ألف برميل في مناطق النظام، ونحو 100 ألف برميل في مناطق قسد، وكانت سوريا تصدر قبل عام 2011 نحو 150 ألف برميل نفط، بقيمة 5 مليارات دولار سنوياً، حسب بيانات رسمية.