الثلاثاء 2020/05/05

روبرت فورد يسخر من نداءات “مخلوف” ويدلي برأيه حول الخلاف بين عائلة الأسد

علق السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد على التسجيلات التي خرج بها رامي مخلوف مناشداً بشار الأسد في الأيام الماضية، مستعبداً حدوث انتقال سياسي في سوريا بسبب خلاف بين عائلة الأسد، وذلك في مقال له على صحيفة "الشرق الأوسط".

وسخر فورد من حديث مخلوف عن بدء الأجهزة الأمنية في نظام الأسد بحملات اعتقال واستخدام السلطة في غير محلها، قائلاً : "اكتشف أن الجهاز الأمني يعتدي على الناس وينتهك حرياتهم. يا له من أمر مروّع! واكتشف أن الحكومة تحتجز وتهدد مواطنين مخلصين. هذا أمر غير إنساني! واكتشف أن هناك فساداً داخل الحكومة السورية، قائلاً إنه يرفض سداد الضرائب؛ لأنه لا يرغب في انتقال الأموال إلى جيوب آخرين. تخيلوا أن هناك لصوصاً في دمشق!".

كما أشار فورد إلى أن مخلوف اعترف بأن عائدات شركاته ساعدت في تمويل الجهاز الأمني بقوات النظام، وبأنه كان الراعي الأكبر لهذا الجهاز، وبأنه شعر بصدمة لدى علمه أن جهاز المخابرات الآن يلقي القبض على مديرين بشركاته، مضيفا: "الحقيقة أن من يزرع الريح يحصد العواصف".

وأشار فورد إلى أن هناك آراء متباينة إزاء السبب وراء الانقسامات داخل النظام، مضيفا : "واللافت أن بعض المحللين والشركات الروسية اكتشفوا هم أيضاً وجود فساد في دمشق ويشكون منه اليوم. أو بمعنى آخر أنهم كانوا يعلمون بوجود الفساد من قبل؛ لكنهم اليوم يطالبون بسداد قروض من خزانة الأسد الفارغة، ولذلك تحول الأسد بعينيه نحو أموال نجل خاله. وتبعاً لما ذكره أحد المحللين السوريين، فإن أسماء الأسد ورامي يقاتلان من أجل السيطرة على الاقتصاد السوري. وينبغي لنا هنا أن نتذكر أن أسماء الأسد كانت مديرة في بنك «جيه بي مورغان» الاستثماري بلندن، قبل زواجها من بشار، وبالتالي فإنها قادرة على استيعاب ألاعيب رامي".

وأوضح فورد أن اطلع على تحليل سوري آخر "يشير إلى أن رجل الأعمال خضر الطاهر، أحد أفراد حاشية الجنرال ماهر الأسد، يحاول الآن منافسة رامي مخلوف في بعض القطاعات الاقتصادية".

وتابع فورد : "من جانبي، لا أتوقع أن تسهم الانقسامات داخل النخبة السورية الحاكمة في تحقيق انتقال سياسي قريباً. لقد كنت طالباً في القاهرة عام 1984، عندما حاول رفعت الأسد الانقلاب ضد شقيقه حافظ. في ذلك الوقت، لم يتدخل الروس، ونجح حافظ في الإبقاء على مقاليد السلطة بيده"، مضيفاً "وكان شقيق رامي، حافظ مخلوف، مسؤولاً رفيعاً في جهاز الأمن العام؛ لكنه غادر البلاد عام 2014 بعد خلاف مع آل الأسد. ويعتقد كثيرون أن التفجير الذي وقع عام 2012، وقتل عدداً من كبار المسؤولين السوريين، بينهم وزير الدفاع وزوج شقيقة بشار، آصف شوكت، كان مدبراً من قبل مجموعة داخل النظام مناوئة لمجموعة آصف. لا أعلم الحقيقة؛ لكن أرملة شوكت وشقيقة الأسد، بشرى، فرت إلى دبي. ومع هذا، وعبر كل ذلك ظل آل الأسد في سدة الحكم. الأهم من ذلك، أن جهاز الأمن ظل موالياً لبشار. ويوحي حديث رامي عبر «فيسبوك» بأن بشار يعي أنه يجب عليه الاحتفاظ برضا أوغاد المخابرات".

وكشف فورد أن رامي مخلوف الدعوة له ولزوجته لعشاء استثنائي داخل منزله في دمشق في مارس (آذار) 2011. قائلاً: "كان منزله على درجة من الضخامة، لدرجة أننا مضينا خمس دقائق بالسيارة على سرعة 20 كيلومتراً في الساعة، لقطع المسافة ما بين البوابة الخارجية والمنزل. ونجح مصمم المنزل في بناء ما يشبه بيت أحلام في كاليفورنيا على أرض ريف دمشق".

وخرج مخلوف مؤخراً في تسجيلين مصورين على صفحته في فيس بوك يناشد فيها بشار الأسد بالتدخل بعد فرض حكومة النظام ضرائب كبيرة على شركاته، وأكد مخلوف أنه لن يتنازل رغم الضغوط.

اقرأ أيضاً..“مخلوف” للأسد: التدخلات حولك “خطيرة ومقرفة”.. ولن أتنازل