الأثنين 2020/05/25

“ذبحوا الأطفال كالخراف”.. شهادات مؤلمة في ذكرى مجزرة “الحولة”

تمر اليوم الاثنين الذكرى الثامنة لمجزرة الحولة التي ارتكبتها قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية له في ريف حمص الشمالي عام 2012، وراح ضحيتها قرابة 100 مدني أغلبهم أطفال ونساء تم قتلهم بطرق وحشية ذبحاً ورمياً بالرصاص.

وتحدث ناجون من المجزرة عن الأهوال المرعبة التي عاشتها منطقة الحولة حينها، في حين لا يزال مرتكبوها طلقاء حتى الآن وسط تجاهل تام من المجتمع الدولي في إطلاق تحقيقات لمحاسبة النظام ومليشياته.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن "أم محمد" ذات الـ35 عاما والتي شهدت على ضحايا المجزرة ونجت بأطفالها الثلاثة عقب سماعهم صراخ النساء القادمات هلعا من حارة طريق السد بعد اقتحام الشبيحة للمنازل قولها : "كان المشهد لا يوصف في مسجد المدينة هناك على الحصير الأطفال مصطفون كالخراف المذبوحة، بعضهم غابت ملامحهم بسبب التنكيل بجثامينهم، هناك أطفال كانت الرضّاعة ما تزال عالقة بأفواههم، ونساء كنّ بلباسهن المنزلي".

ووفق أم محمد، فإن أبشع ما قام به "شبيحة النظام يتمثل في قتل النساء الحوامل طعنا بالحراب، مستعرضة أن بعض العائلات بقيت في الحي الجنوبي على الطريق الرئيسي حمص تلدو ولم تخرج منه، حيث دخلت قوات النظام والشبيحة ليلا لتكمل الجريمة وتقتل ثلاث عائلات من آل السيد لم ينجُ منهم سوى طفل واحد".

وأوضحت أن هذه العائلة منها ضابط في شرطة النظام وقريبهم أيضا كان عضوا في مجلس الشعب بحكومة النظام وعضوا في ما يعرف بـ"القيادة القطرية" لحزب "البعث"، ولم يشفع لهم ذلك، وذلك يشير حسبها، إلى أن هذه المجزرة دافعها "طائفي" وهدفها قتل وترويع الناس وكفهم في بدايات الثورة السورية عن الخروج ضد رأس النظام، بشار الأسد.

بدوره.. قال أسامة وهو من أهالي المنطقة، إن الجريمة لم تتكشف معالمها تماما حتى صباح اليوم التالي حيث وجد الأطفال والنساء مذبوحين بأدوات حادة ومرميين على الأرض، موضحا أنه بعد جمع الضحايا في المسجد رفض الأهالي دفن الضحايا قبل دخول بعثة الأمم المتحدة لتشهد على المجزرة.

وأكد أسامة أن مراقبي الأمم المتحدة كانوا قد أتوا بعد صدور أنباء عن المجزرة على وسائل الإعلام، إلا أن النظام حاول منعهم من الدخول وتأخير الأهالي في دفن الضحايا حال دون ذلك، حيث دخلت البعثة وشهدت على الضحايا، إلا أن ذلك لم يثنِ النظام عن مواصلة القصف على المنطقة.

أعداد الضحايا الذين تم توثيقهم بلغت 108 ضحايا وفق قول أسامة، جلهم من آل السيد وآل عبد الرزاق، بينما هناك مفقودون لم يتم التعرف على مصيرهم حتى اليوم.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن مجزرة الحولة "هي المجزرة الأكثر وحشية منذ دخول المراقبين الدوليين إلى سورية، حدثت في مدينة تلدو بمنطقة سهل الحولة بريف حمص الشمالي في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 2012، حيث بدأت بقصف عشوائي طاول قرى وسهول الحولة، تركز على مدينة تلدو بشكل كبير، التي هي مدخل الحولة من الجهة الغربية والمحاطة بقرى موالية للنظام".

وقالت الشبكة في تقرير لها في ذكرى المجزرة إن القصف الذي استمر 14 ساعة خلف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى، تبعه اقتحام عناصر قوات النظام (الجيش والأمن والمليشيات الطائفية المحلية والأجنبية) مدعومة بعناصر من الشبيحة من قرى فلة والقبو لعدد كبير من المنازل الواقعة على أطراف تلدو.

وكانت قوات النظام سيطرت على منطقة الحولة وعموم ريف حمص الشمالي عام 2018، بعد اتفاق تسوية أشرف عليه الاحتلال الروسي، تم بموجبه نقل المعارضين له إلى الشمال السوري.

وتتكرر ذكرى المجازر الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد ومليشياته بحق الأهالي العزل في مناطق مختلفة بسوريا، دون أدنى مساعٍ دولية لتفعيل آلية للمحاسبة.