الخميس 2021/10/07

دمشق.. ارتفاع سعر الخبز يثقل كاهل الأهالي

تزداد تكلفة ربطة الخبز يوماً بعد آخر على السوريين، جراء آليات بيع الخبز المتبعة، وآخرها تحميل محافظة دمشق التابعة للنظام ربطة الخبز 25% من سعرها بشكل إضافي، لتغطية تكلفة النقل وأرباح معتمدي الخبز، ما زاد من سعر الربطة التي تباع في السوق السوداء بأضعاف سعرها الرسمي، فيما تغيب السلطة عن هذه المخالفات.

 

وقال ربيع شيخ الأرض (47 عاماً)، موظف في إحدى الدوائر الرسمية، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الحكومة لدينا عمياء صماء، لكن يدها طويلة، بعد أن رفعوا سعر ربطة الخبز من 100 ليرة سورية إلى 200 ليرة، أتت محافظة دمشق ورفعت ربطة الخبز 50 ليرة، ليصبح السعر الرسمي 250 ليرة (الدولار الأميركي = نحو 3420 ليرة)، بحجة أن الخمسين ليرة مقسمة إلى 25 ليرة تكاليف نقل والـ25 ليرة الأخرى ربح للمعتمد".

 

وأضاف المواطن السوري أن "المضحك أن غالبية المعتمدين يأخذون ثمن ربطة الخبز المكونة من 7 أرغفة 300 ليرة قبل رفع سعرها، واليوم أصبح المعتمد يبيع ربطة الخبز بـ350 ليرة، والذريعة أن المحافظة رفعت السعر، ووصل سعر الربطة في السوق السوداء إلى 1500 ليرة، في حين ثمن الكيلوغرام الواحد من الصمون 2500 ليرة، وثمن ربطة الخبز السياحي 1200 ليرة، والخبز العربي 1600 ليرة".

 

من جانبه، قال أبو مؤيد منصور (32 عاماً)، يعمل موظفاً في القطاع العام، لـ"العربي الجديد": "لكي تحصل على ربطة خبز يجب أن تذوق أصناف الذل والقهر، وعلينا أن نقف في الطوابير الطويلة التي يجب أن نصطف بها لساعات، من أجل أي شيء نريد الحصول عليه إن كان الغاز أو البنزين أو المازوت أو السكر أو الأرز أو حتى الخبز إن كان من الأفران أو المعتمدين، واليوم أصبحت الربطة المزدوجة وهي تحتوي على 14 رغيفاً من الخبز بـ700 ليرة، ونحن عائلة مكونة من 4 أفراد نحتاج يومياً ربطة مزدوجة، أي في الشهر 21 ألف ليرة ثمن الخبز فقط، ومتوسط الراتب بحدود 70 ألف ليرة، والباقي يجب أن ندفع إيجار البيت ونؤمن بقية المواد الغذائية والملابس والطبابة والنقل والاتصالات وغيرها من الاحتياجات، والنظام يعلم أن الرواتب التي يدفعها لا تكفي الموظف 3 أيام، لكن الدولة لا تسأله من أين يؤمن نفقات بقية الشهر".

 

وأضاف منصور: "النظام يتحجج بأنه يعطينا هذه الرواتب البخسة لأنه يقوم بدعم بعض الخدمات والمواد التموينية مثل الخبز، لكن في الحقيقة إن جميع تلك الخدمات والمواد الغذائية في الحد الأدنى من حيث الجودة كما أنها غير موفرة بشكل دائم، ولا يمكن أن يحصل عليها المواطن إلا بشق الأنفس".

 

واعتبر أن "النظام لو يرفع ذلك الدعم الوهمي مقابل أن يربط الدخل بالأسعار، على الأقل نضمن الحصول على تلك الخدمات، بدل أن نحمل جميل مسؤولي النظام الذين لا يوفرون أي مناسبة حتى يتحدثوا بها عن المبالغ الكبيرة التي يدفعها لدعمنا، وهي أكبر كذبة في التاريخ، فالمتنفذون وشبكات الفساد يعيشون على امتصاص هذا الدعم وسرقة الفقراء".

 

وكانت لجنة تحديد الأسعار في محافظة دمشق التابعة للنظام قد أصدرت الأسبوع الماضي قراراً يقضي باستيفاء عمولة تبلغ 50 ليرة سورية تضاف إلى سعر كل ربطة خبز البالغ 200 ليرة سورية، ليصبح 250 ليرة سورية لدى المعتمدين في محافظة دمشق، مبينة أن هذه الزيادة مقسمة إلى 25 ليرة نفقات نقل، و25 ليرة سورية بدل خدمات لمعتمدي بيع مادة الخبز المرخصين والأكشاك التابعة للمؤسسة السورية للمخابز.

 

ويدرس النظام رفع دعم الخبز والسلع التموينية من أجل الحد من الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها، ويأتي ذلك وسط مخاوف الشارع من موجات غلاء جديدة تضرب الأسواق وتؤدي إلى تفاقم الأزمات المعيشية.