الثلاثاء 2022/02/15

دمشق.. إلغاء نظام الأسد “الدعم” يرفع إيجارات المساكن

تسبّب قرار النظام برفع الدعم عن نحو 600 ألف أسرة تقيم في مناطقه، في موجة ارتفاع للأسعار شملت مختلف القطاعات، ومنها إيجار العقارات، إذ بدأ المواطنون البحث عن أي فرصة لرفع دخولهم، ما أدى إلى تحميل شريحة عريضة من المستأجرين أعباء مادية كبيرة في ظل تفاقم تدهور الوضع المعيشي.

 

وقال سعيد ضو (56 عاماً)، نازح يقيم في أطراف دمشق الجنوبية، لـ"العربي الجديد": "خلال الأيام القليلة الماضية، تحديداً على أعقاب قرار رفع الدعم عن مئات آلاف العائلات، طلب صاحب المنزل الذي استأجره منذ سنتين مضاعفة إيجار المنزل من 75 ألف ليرة سورية إلى 150 ألف ليرة (الدولار = نحو 3550 ليرة)".

 

وأضاف: "عندما سألته عن سبب هذه الزيادة الكبيرة، قال لي: رفعوا الدعم عنا لأنني أمتلك هذا البيت وأعيش منه، لقد أصبحنا بحاجة إلى 52 ألف ليرة ثمن خبز فقط، وأسطوانة الغاز بـ32 ألف ليرة، وفي السوق السوداء تباع بـ100 ألف ليرة".

 

وتابع: "لم أستطع أن أقول له شيئاً، فالقيمة الشرائية لـ150 ألف ليرة اليوم، لا تؤمّن احتياجات العائلة لأكثر من بضعة أيام مع التقشف، لكن في المقابل أنا راتبي الشهري نحو 150 ألف ليرة، ولولا عمل ابني وابنتي، وما يصلني من ابني اللاجئ في أوروبا، كنا سنعجز عن تأمين طعامنا اليومي، وإيجار المنزل أصبح مبلغاً كبيراً بالنسبة لدخلنا، فأبنائي بحاجة لبناء مستقبلهم أيضاً".

 

من جانبه، قال فراس حلوم (39 عاماً)، رب أسرة مكونة من 4 أشخاص، ومقيم في ضواحي دمشق: "خلال الشهر الجاري، حدثت موجة كبيرة لرفع إيجار المنازل، فإيجار منزلي المكون من 3 غرف أصبح بـ200 ألف ليرة، وهو مبلغ كبير بالنسبة لي، وكذلك أهلي رفعوا الإيجار عليهم، لذلك سنتشارك السكن في منزل واحد ونتقاسم الإيجار، وهذا هو الحل الوحيد".

 

وتابع "بالرغم من صعوبة أن نعيش 8 أشخاص في منزل صغير، إضافة إلى ما قد يحدث من احتكاك جراء تفاصيل الحياة اليومية، لكن ليست لدينا خيارات، وأنا أعلم أنّ هناك منازل تسكنها أكثر من عائلة ليتمكنوا من دفع إيجار المنزل، ومنهم من يضطر إلى أن يكون الرجال في غرفة والنساء في غرفة ليتسع لهم".

 

قال فراس حلوم (39 عاماً)، رب أسرة مكونة من 4 أشخاص، ومقيم في ضواحي دمشق: "خلال الشهر الجاري، حدثت موجة كبيرة لرفع إيجار المنازل، فإيجار منزلي المكون من 3 غرف أصبح بـ200 ألف ليرة

 

بدوره، قال أبو قاسم عبد الله (48 عاماً)، صاحب مكتب سمسرة لإيجار وبيع العقارات، لـ"العربي الجديد": "عقب قرار الدعم، ارتفع إيجار المنازل بشكل كبير، ضمن موجة غلاء طاولت كلّ شيء من الخضار والفواكه والمواد الغذائية إلى الأدوات الكهربائية والسيارات. ففي عشوائيات دمشق، يبدأ الإيجار من 100 ألف ليرة ويصل إلى 200 ألف، أما في دمشق فإيجار منزل صغير يبدأ من 500 ألف ليرة شهرياً، وهناك منازل بمليونين أو أكثر، وهناك منازل في بعض الأحياء الراقية إيجارها بالدولار".

 

وأضاف: "الإيجارات المرتفعة تدفع كثيراً من العائلات إلى الانتقال للعيش في العشوائيات التي تحيط بالمدينة، أو الانتقال إلى مناطق الريف، القريبة من المدينة، لانخفاض الإيجارات مقارنة بها، على الرغم من سوء الخدمات من كهرباء وماء واتصالات والأهم سوء المواصلات، كما أن هناك عائلات تلجأ إلى السكن المشترك ليتعاونوا على دفع الإيجار، لكن في حال تواصل ارتفاع إيجار المنازل بهذه الوتيرة، قد نجد عائلات في الشارع".

 

يشار إلى أنّ النظام رفع الدعم عن العديد من المواد الرئيسية مثل الخبز، إذ زاد سعر ربطة الخبز وزن 1100 غرام، من 200 ليرة إلى 1300 ليرة، وسعر لتر المازوت من 500 ليرة إلى 1700 ليرة.