الأربعاء 2016/02/24

دراسة أميركية : ارتفاع قتلى مليشيا “حزب الله” في سوريا أجبر الحرس الثوري الإيراني على زيادة قواته هناك

قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن ارتفاع أعداد قتلى مليشيا حزب الله اللبناني في سوريا دفع طهران إلى إرسال مزيد من قوات الحرس الثوري الإيراني إلى ساحات القتال هناك.

و أكد دراسة للمعهد إن ما لا يقل عن 865 من مقاتلي مليشيا حزب الله لقوا مصرعهم خلال الفترة بين الثلاثين من أيلول 2012 وشباط 2016 .

المعهد الأميركي أشار إلى أن الحزب يقلل من شأن الخسائر التي يتكبدها، لكن يجب مع ذلك النظر إلى الأرقام التي أعلنها على أنها المعدل الأدنى للقتلى، ذلك أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك على الأرجح.

وأشار المعهد إلى أنه استقى هذه الإحصائيات من إعلانات الوفيات التي يذيعها حزب الله رغم أنه يتحرى السرية في ما يتعلق بمناطق انتشار قواته في سوريا وقتلاه هناك، وأقر بأن تلك الأرقام والبيانات تتيح فهماً محدوداً لكنه مفيد بخصوص الأساس الذي يرتكز عليه الحزب في تجنيد العناصر في لبنان وبنية قواته في سوريا.

ويلفت المعهد في تحليله لتقارير الوفيات وبيانات أخرى من مصادر وصفها بالمفتوحة، إلى أن المبرر الذي تأسس حزب الله على أساسه يقوم على مبدأ المقاومة ضد إسرائيل، لكنه منذ بدء الثورة في سوريا دأب على قتال معارضي بشار الأسد في محاولة لتأمين بقاء نظامه ،وتأمين الطريق البري الحيوي الذي يصله بطهران.

وأوضحت البيانات التحليلية أن قتلى الحرس الثوري الإيراني أقل بكثير من قتلى حزب الله، وأن هذا التباين يعكس على ما يبدو تحولاً في نظرة إيران التكتيكية بسوريا.

فقد كانت طهران تحبذ في بادئ الأمر أن يضطلع حزب الله بدور قتالي مباشر في سوريا عوضاً عن نشر عناصر من الحرس الثوري على نطاق أوسع هناك، وهو ما كان من شأنه أن يستفز أطرافاً أخرى خارجية لكي تحذو حذو إيران، وعزا المعهد ارتفاع قتلى الحزب اللبناني وتدني قتلى الحرس الثوري إلى هذا السبب.

وقال المركز إن الأمر انتهى بأن تعاظمت أعداد القتلى وسط حزب الله في سوريا، الأمر الذي هدد بالإخلال بالتوازن العسكري في لبنان، بل أغرى أطرافاً خارجية باستغلال تورط الحزب في الخارج لتلقينه درساً في عقر داره.

ونتيجة لذلك شرع الحرس الثوري الإيراني في نشر المزيد من أفراده في سوريا، وهو ما يفسر الانخفاض الحاد في أعداد القتلى من حزب الله بالتزامن مع الارتفاع الكبير في القتلى الإيرانيين بعد 25 أيلول 2015. وليس من قبيل الصدفة أيضاً أن يتوافق ذلك مع بدء الحملة الجوية الروسية، وهو ما يوحي بالحد الذي يستطيع حزب الله أن يضطلع به في سوريا للإسراع بتحقيق أهداف طهران.