الثلاثاء 2015/09/29

خوجة وهولاند يؤكدان على سورية دون الأسد وإقامة ندوة عن البراميل المتفجرة بنيويورك

التقى رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة والوفد المرافق له، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في مدينة نيويورك، وتمت مناقشة التطورات السياسية والعسكرية والتأكيد على مواقف فرنسا المشتركة مع الائتلاف تجاه مستقبل سورية دون الأسد.

كما شارك خوجة والوفد المرافق له في ندوة خاصة عن سورية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح اليوم، باسم "الهروب من براميل الأسد"، والتي ناقشت الأثر العشوائي للبراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الأسد على المناطق السكنية والأسواق الشعبية، وضرورة لجم طيران النظام وإيجاد مناطق آمنة للسكان.

وشرح خوجة خلال خطاب له بالتفصيل الممارسات الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد ضد المدنيين بالدرجة الأولى، وأهم تلك الممارسات كانت بالبراميل المتفجرة ذات الأثر العشوائي والتي غالباً ما يكون ضحيتها هم المدنيون وبنسبة 95%، في كل هجوم جوي يشنه، وهذا يثبت تغاضي نظام الأسد عن استهداف تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد خوجة على أن ما يحدث في سورية اليوم هو عملية "إبادة جماعية"، وهي تجري أمام سمع العالم ونظره ويتحدث عن ذلك نحو أربع ملايين سوري لاجئ في دول الجوار، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد أن يغمض عينيه عما يجري في سورية، كما لا يمكن لأحد أن يعفي نظام الأسد من مسؤولية جرائمه بحق المدنيين.

كما نوّه خوجة إلى أن المجتمع الدولي لم يتعلم من دروس الماضي القريب في البوسنة ورواندا، وتلك الأخطاء تتكرر، ولم يتم عمل أي شيء لوقف إبادة الشعب السوري، مبيّناً أن فشل محاسبة مرتكبي القتل الرئيسيين وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن أدى لارتفاع نطاق معدل الوفيات بشكل مستمر، وأصبح هناك ضغوط هائلة على المنطقة جراء أزمة اللاجئين.

وشدد خوجة على أن الإحصائيات الحالية تدل على أن المسؤول الرئيسي عن أكبر تحديين يواجهان المجتمع الدولي -أزمة اللاجئين وخطر التطرف- هو قتل المدنيين العشوائي، وخصوصا باستخدام الضربات الجوية العشوائية.

وأكد خوجة على أن تجنب رواندا أخرى تبدأ بإيقاف القتل في سورية والتخفيف من آثاره من خلال منع نظام الأسد من استخدام القصف الجوي، لافتاً إلى أن الوسيلة للقيام بذلك واضحة، وهي قيام المجتمع الدولي بتوفير حماية للمدنيين بفرض منطقة حظر للطيران في سورية، معتبراً ذلك هو الأمل المتبقي بالنسبة لملايين السوريين، وهو إجراء ينقذ أرواح المدنيين. وهو مدخل للحل السياسي الشامل.

وأضاف خوجة إن المنطقة الآمنة الناتجة عن حظر الطيران ستساهم في إنقاذ حياة 200 مدني أسبوعياً، كما أنها ستخفف من الآثار الإنسانية وتبطئ تدفق اللاجئين من سورية، وستجعل المنطقة الآمنة محاربة القوى المتطرفة أكثر فعالية، وستزيد من احتمالات الوصول إلى الانتقال السياسي المنظم الذي تم الاتفاق عليه في بيان جنيف، فإذا حُرم النظام من استخدام أكثر سلاح يستعمله في المعركة، أي القصف الجوي، فلن يكون له أي خيار غير المفاوضات.

وأشار خوجة إلى أن المنطقة الآمنة ستكشف لروسيا وإيران وميليشيا حزب الله الإرهابي الداعمة لنظام الأسد بأن جهودهم لتعزيز الأسد غير مجدية، وسيكون الحل السياسي خيارهم الوحيد، موضحاً أن روسيا أصبحت تشارك مباشرة في جرائم الحرب، وتدخلها اليوم في سورية يصب الزيت على النار المشتعلة ويساهم في جذب وتوظيف مزيد من العناصر المتطرفة.

وأوضح خوجة أن زيادة الدعم العسكري للنظام من قبل روسيا هو تكريس لاحتلال خارجي، ويزيد من قدرة نظام ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ويقوي الاتجاهات المتطرفة والإرهابية، ويقوض الجهود الدولية التي يقودها المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا للتوصل إلى حل سياسي، على أساس بيان جنيف الذي ساهمت في صياغته الحكومة الروسية نفسها.

وطالب خوجة المجتمع الدولي متمثلاً في الأمم المتحدة في إدانة التدخل الخارجي بكافة أشكاله، كما طالب بخروج كافة القوى الأجنبية، بما فيها تنظيم داعش وميليشيا حزب الله الإرهابي وإيران وروسيا، من سورية كمتطلب للتوصل إلى حل سياسي شامل في سورية، كما ناشدهم بالتوقف عن إيجاد الأعذار ووضع العقبات في تحمل مسؤولياتهم التاريخية.