السبت 2020/12/12

خلال عام.. “قسد” تستولي على أكثر من 1200 منزل بشكل تعسفي في الرقة

اتهمت منظمة حقوقية سورية، «لواء الشمال الديمقراطي» التابع لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بالاستيلاء على منازل المدنيين، في محافظة الرقة، لا سيما الفارغة منها، نتيجة نزوح أو هجرة أصحابها في أعقاب سيطرة تنظيم الدولة على المحافظة، والعمليات العسكرية التي قادها التحالف الدولي في المنطقة.

 

وذكرت منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» أن «لواء الشمال» استولى على أكثر من 80 منزلاً في حي «مساكن الشرطة» في مدينة الرقة من أجل إسكان عناصر قوات قسد وعائلاتهم فيها.

 

الأهالي الذين عادوا إلى مدينة الرقة خلال أوقات متفرقة من العام 2020، «فوجئوا عندما وجدوا عائلات لعناصر من لواء الشمال الديمقراطي سكنت منازلهم، ومنعتهم من الدخول إليها، في حين قال أحدهم، إنه تعرّض للتهديد بالقتل من قبل أحد عناصر اللواء، والذي حذّره من الاقتراب من المنزل مرة أخرى، كما أكدّ عدد آخر من أصحاب المنازل، أنّهم حاولوا التقدّم بشكاوى إلى بلدية العقارات التابعة للإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، من أجل استعادة منازلهم، مثبتين ملكيتهم لتلك المنازل بالأوراق القانونية، إلا أنّ محاولاتهم لم تجدِ نفعاً، ما دفع البعض من أصحاب هذه المنازل إلى استئجار منازل أخرى في مدينة الرقة، في حين مازال (اللواء) يستولي على منازلهم».

 

وكشف المصدر عن تكرار عمليات الاستيلاء في منطقتي السكن الشبابي والعمالي وفي حي «رميلة» شرق مركز مدينة الرقة، حيث استولت ميليشيا «ب ي د» التي تقود وتتستر باسم «قسد» في العام 2019، على ما حوالي 200 منزل تعود لأشخاص نزحوا أو هاجروا للخارج.

 

ونقل المصدر عن مسؤول مطلع في بلدية «ب ي د» بالرقة، أنّ عدد المنازل المُستولى عليها والتي رُفعت شكاوى من قبل أصحابها ضدّ جهات عسكرية تابعة لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية، بلغ حوالي 1200 منزل في عموم مدينة الرقة، وذلك منذ أواخر العام 2019 وحتى حزيران/يونيو 2020.

 

شهود من الأهالي، قالوا إن الوحدات الكردية كانت قد استولت على منازلهم، ومنحت لمنازل لعناصرها مؤكدين أنه في بعض الأحيان «يتم إسكان بعض العائلات التي تمّ تهجيرها من منطقة عفرين في تلك المنازل» مؤكدين أنهم «على الرغم من عودتهم إلى المدينة ومطالبتهم بمنزليهم، مع إثبات الملكية بالأوراق القانونية، إلا أنّ الوحدات الكردية مازالت تستولي على تلك المنازل حتى الآن».

 

وأنذرت "وحدات حماية الشعب" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، سكان 5 مبانٍ في منطقة «حوض الفرات» من أجل إخلائها، خلال فترة أقصاها أسبوع واحد، بحجّة أنها مساكن تعود ملكيتها للنظام، لكنّ مصدراً مطلعاً قال لمنظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» بأنّ «مدنيين كانوا موظفين سابقين لدى حكومة النظام اشتروا هذه المنازل من النظام بعد اقتطاع سعرها من رواتبهم على مدى أعوام طويلة». كما أشار المصدر إلى «استيلاء الوحدات الكردية على 5 مبانٍ في مدينة الطبقة غرب الرقة، بالإضافة إلى بناءين سكنيين آخرين (يتضمن كل مبنى 8 شقق سكنية) في «الحي الثالث» من مدينة الطبقة، وذلك من قبل «مجلس منبج العسكري» حيث تمّ تحويلها إلى سكن لقوى الأمن العام التابع لقوات سوريا الديمقراطية، ولم تُعرف تفاصيل ملكية تلك الأبنية».

 

وكانت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التابعة لقسد قد أصدرت في شهر أغسطس /آب الفائت، قانون «حماية وإدارة أملاك الغائب» برقم (7) لإدارة أملاك الأشخاص المقيمين خارج سوريا، في مناطق سيطرتها، حيث نصّ القانون على تشكيل لجنة «حماية أملاك الغائب» بقرار من المجلس التنفيذي التابع للإدارة الذاتية، مؤلفة من 11 شخصاً من جميع مكونات شمال وشرق سوريا، حيث تقوم اللجنة، بالأعمال الإدارية، وحصر أملاك وأموال الغائبين، دون أن تملك الحق في بيع أو شراء الأملاك، لكن القانون يعطيها الحق في تأجير واستثمار تلك الأملاك دون تغيير أوصافها، لكنّها عادت وأعلنت بتاريخ 12 آب/أغسطس 2020 عن وقف تنفيذ هذا القانون وإعادة النظر فيه وصياغته من جديد، بعدما أثار جدلاً واعتراضاً من شريحة واسعة من سكان شمال شرقي سوريا، حيث اتهم معارضوه «الإدارة الذاتية» بمحاولة للاستيلاء على أملاك الغائبين عبر القانون.

 

وأعلن عن تشكيل اللواء في محافظة إدلب عام 2013 على يد شبان جبل الزاوية في ريف إدلب، بقيادة «ألكسندر خليل» عُرف اللواء باسم «لواء القعقاع» التابع للمعارضة السورية آنذاك، حيث تواجدت مقراتهم في جبل الزاوية بمنطقة إدلب.

وفي نوفمبر /تشرين الثاني من عام 2015، انضمّ إلى مليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" في منطقة عفرين، لينتقل بعدها إلى منبج بكامل عدّته وعتاده حيث انضمّ إلى "مجلس منبج العسكري" بعد سيطرة القوات التركية على منطقة عفرين في آذار/مارس عام 2018. يبلغ تعداد عناصر اللواء حسب مصادر عسكرية تابعة له حوالي 1200- 1300 عنصر تقريباً، ويتركزون في مدينة منبج ومدينة الرقة وريفها.

في تشرين الأول/أكتوبر 2019، توجّه اللواء من مدينة منبج إلى مدينة الرقة للمشاركة في صدّ الهجوم التركي ضمن معركة "نبع السلام".