الأثنين 2020/11/30

خبراء: إطلاق سراح عناصر تنـ..ظـــ..م الـ.دولـ .ـة ورقة ضغط بيد “قسد”

رأى خبراء أن مليشيات "قسد"، تستغل قضية إطلاق سراح سجناء تنظيم الدولة من مخيم "الهول" شرق الحسكة، وتستخدمها كـ "ورقة ضغط سياسية"، لتهديد الأمن الإقليمي والعالمي.

ويضم المخيم الواقع شمال شرق سوريا، والذي تسيطر عليه "قسد"، العديد من عناصر تنظيم الدولة وعائلاتهم من 50 دولة، إضافة لعدد كبير من المدنيين الفارين من الصراعات بالمنطقة.

ومنذ نحو عام، تعمل مليشيات "قسد" على إطلاق سراح عناصر الدولة من المخيم، الذي يشهد تدهورا مستمرا في الأوضاع الإنسانية.

كما تعمدت "قسد" لإطلاق سراح العديد من العناصر الذين تبين أنهم على اتصال بالتنظيم، إلى جانب سماحها للمدنيين الذين لم يشاركوا في أعمال قتالية بمغادرة المخيم.

وبلغ عدد الأشخاص الذين سمحت لهم ميليشيات "قسد" بمغادرة المخيم بطريقة غير خاضعة للرقابة، نحو 3 آلاف شخص، فيما لا يعرف عدد المنتسبين إلى التنظيم ضمن هذا العدد.

وقال عضو الهيئة التدريسية بجامعة "يدي تبه" التركية، الدكتور مسعود حقي جاشن، للأناضول، إن "قسد"، عمدت لإطلاق سراح سجناء التنظيم على وجه التحديد، لمعرفتها بأهمية نشاط هذا التنظيم بالنسبة للأمن الإقليمي والعالمي.

وأضاف الأستاذ في كلية الحقوق بالجامعة، أن إطلاق سراح عناصرالتنظيم يهدف لزعزعة الاستقرار بالمناطق التي طهرتها تركيا من الإرهاب ضمن عمليات "نبع السلام" و"درع الفرات" و"غصن الزيتون".

وأوضح أن عناصر من تنظيم الدولة نجحوا في التسلل بين الحين والآخر إلى منطقة تل أبيض ضمن منطقة "نبع السلام" وعفرين في منطقة "غصن الزيتون".

وذكر أن "قسد" تعمل على استخدام أسرى تنظيم الدولة لزعزعة استقرار المناطق التي طهرتها تركيا من الإرهاب.

وأطلق الجيش التركي عمليات "درع الفرات" (2016)، و"غصن الزيتون" (2018)، و"نبع السلام" (2019)، في مناطق شمال وشمال غربي سوريا، بهدف تطهيرها من مليشيات "قسد" وتنظيم الدولة.

وأكد الأكاديمي التركي، أن "قسد"، تستخدم سجناء التنظيم في عمليات الاتجار بالأسرى، حيث باتت تشكل مصدرا آخرا من مصادر تمويل المليشيات.

وأفاد بأن التنظيم يقوم بإطلاق سراح أسرى التنظيم مقابل مبالغ مالية تضمن له توفير موارد مالية جديدة، فضلًا عن استغلال تلك العناصر الإرهابية لزعزعة أمن المنطقة ومنع اللاجئين من العودة إليها.

وبين جاشن قائلا: "قسد تحاول خلق تصور مفاده أن الأشخاص الذين جرى إطلاق سراحهم من مخيم الهول هم ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء".

ولفت إلى أن الصحافة الأجنبية تبنت هذه الدعاية إلى حد كبير، مردفا "قسد تحاول من خلال هذه العملية تعزيز موقعها في الساحتين الإقليمية والدولية".

وذكر أن مليشيات "قسد" تستخدم أيضا "سجناء داعش كورقة ضغط سياسية رابحة، مما يجبر المؤسسات الدولية على التعاون معه".

بدوره، قال الدكتور بمركز "دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية التركية"، جان قصاب أوغلو، للأناضول، إن تنظيم الدولة لا يزال على قيد الحياة من خلال الأرضية الأيديولوجية التي يمتلكها على الأرض.

وأوضح مدير برنامج دراسات الدفاع والأمن بالمركز ، أن "داعش يسعى منذ فترة طويلة للعودة إلى ساحة الصراع والسيطرة على أراضٍ بالمنطقة".

واستدرك: "تهديد داعش لم يختف بعد كما أن هناك العديد من المسلحين لازالوا موالين للتنظيم".

وشدد على أن مسؤولية إخراج العناصر والمشتبه بهم المفرج عنهم من المنطقة وضمان عودتهم إلى بلادهم تقع على عاتق الدول التي ينتمون إليها.

واستطرد: "ليس بإمكان الدول التي تملك مواطنين لها ضمن المفرج عنهم من أعضاء التنظيم الهروب من مسؤولياتها القانونية في هذا الصدد".

وأكد على ضرورة تحديد خارطة طريق جديدة لحل مشكلة تنظيم الدولة في سوريا، وإعادة تنظيم القنوات الدبلوماسية الاستخبارية، وإبعاد منظمات إرهابية مثل "ي ب ك/ بي كا كا" عن هذه الآليات.

من جهته، ذكر الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM) بتركيا، سمير العبد الله، أن الغرض من إخلاء "ي ب ك/ بي كا كا" لمخيم "الهول" هو الحصول على دعم مالي وسياسي وعسكري أكبر من التحالف الدولي.

وأضاف الخبير بدراسات "بلاد الشام" في المركز، للأناضول، أن "غالبية عمليات الإخلاء شملت نساء وأطفالا مدنيين".

واستطرد: "(ي ب ك/ بي كا كا) الذي واجه احتجاجات شديدة من قبل أبناء المنطقة مؤخرا، أقدم على هذه الخطوة استرضاءً للعشائر العربية هناك".

وأشار إلى احتمال توجه بعض عناصر التنظيم لأوروبا "كلاجئين" بعد مغادرتهم مخيم "الهول"، لافتا لإمكانية قيام أعضاء التنظيم الإرهابي بالاتصال مع "الخلايا السرية" بعد خروجهم من المخيم.