الجمعة 2019/01/11

“حرييت”: اتفاق تحرير الشام والجبهة الوطنية مزعوم وليس جادا

أشارت مصادر أمنية تركية لصحيفة مقرّبة من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى أن الاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار، والمُبرم بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير لا يُعد رسمياً، لافتين الانتباه إلى ضرورة عدم أخذ مزاعم هذا الاتفاق على محمل الجد.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" عن صحيفة حرييت التركية، فقد تمكنت هيئة تحرير الشام مؤخراً من تحقيق مكاسب كبيرة، تمثّلت بفرض سيطرتها على عدة مناطق استراتيجية في جنوب إدلب، وتناقلت وسائل إعلام مختلفة، أمس الخميس، أنباء مثيرة للجدل حول إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهيئة والجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الحر، في حين لمّح وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو إلى إمكانية إطلاق عملية عسكرية تركية - روسية مشتركة في المنطقة، إذا ما لزم الأمر.

وشهدت منطقة جبل سمعان، بالقرب من مخيم أطمة للاجئين ونقطة مراقبة للجيش التركي، استهدافاً لمقاتلي هيئة تحرير الشام بالرشاشات الثقيلة من قبل عناصر الجيش الحر، من ناحية أخرى ردت الهيئة على استهداف مقاتليها من خلال فرض سيطرتها على قرية باصوفان المعروفة بأغلبيتها الإيزيديّة في جبل سمعان، كما وردت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة في قرية دير بلوط غرب منطقة عفرين.

هذا وضجّت وسائل الإعلام أمس الخميس بنبأ توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونشرت الاتفاق وكالة الأناضول التركية، الذي نص على الوقف الفوري لإطلاق النار، وإزالة السواتر والحواجر، وتبادل أسرى الطرفين خلال اشتباكاتهم الأخيرة، على أن تتبع المنطقة بالكامل إدارياً لحكومة الإنقاذ.

ولدى سؤال الصحيفة لرئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الرحمن مصطفى عن صلاحية الاتفاقية، أكّد مصطفى أن الاتفاقية لن يتم القبول بها بشكل رسمي، لافتاً الانتباه إلى أن حكومة الإنقاذ التي سعت الهيئة لنقل تبعية المنطقة لها إداريا هي حكومة معارضة للحكومة السورية المؤقتة، وتم تشكيلها من قبل هيئة تحرير الشام قبل عام.

من ناحية أخرى أكّدت مصادر أمنية تركية مطلّعة للصحيفة ضرورة عدم أخذ الاتفاق المزعوم على محمل الجد.

بدوره أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في لقاء تلفزيوني إلى إمكانية إطلاق عملية عسكرية مشتركة في المنطقة، سواء مع روسيا أو غيرها، إذا ما لزم الأمر.

وأضاف جاويش أوغلو أن نظام الأسد قام بنقل مقاتلي هيئة تحرير الشام على متن حافلات إلى إدلب، لكي يستخدمهم كذريعة لمهاجمة المنطقة، لافتاً الانتباه إلى أن تركيا ساهمت بشكل كبير في التوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب.

كما أشار إلى أن الاتفاق يقضي بإيقاف قصف نظام الأسد للمنطقة المعلنة، وأن قصف الهيئة وممارساتها في المنطقة لا يُعد خرقاً مباشراً للاتفاق كونها ليست طرفاً فيه، إلا أن الأسد يسعى لخلق ذريعة جديدة لتدخله في إدلب من خلال تسهيله وصول مقاتلي الهيئة.

هذا وأكد أوغلو في ختام حديثه أن تركيا نعمل على اتخاذ التدابير اللازمة في المنطقة.