السبت 2020/05/02

جيفري يلخص موقف واشنطن بسوريا.. لا نعترف بانتخابات 2021 وإدلب “قلعة للمعارضة”

أدلى المبعوث الأميركي الخاص لسوريا بمجموعة من التصريحات اللافتة حول إدلب والوجود الأمريكي والروسي والعقوبات المفروضة على النظام وجملة قضايا متعلقة بالملف السوري، وذلك خلال حوار له مع صحيفة "الشرق الأوسط".

إدلب

وقال جيفري رداً على سؤال حول إعلان واشنطن من قبل إبقاء النظام بعيداً عن إدلب هو من الأهداف الاستراتيجية، أن ذلك صحيح تماماً، مضيفاً أن بلاده تريد من تركيا محاربة "الجماعات المتطرفة" في إدلب وترى إشارات على ذلك.

وأضاف جيفري أنه يرى أن الاتفاق التركي الروسي حول إدلب قائم خاصة مع الضغوط التركية المستمرة على «هيئة تحرير الشام» والتي قال إنها لا تشكل تهديداً مباشراً للقوات الروسية في سوريا كما يزعمون، بل إنها تشكّل تهديداً لنا جميعاً نظراً لأنها "جماعة إرهابية"، وهي تهديد أيضاً لقوى المعارضة السورية المعتدلة في إدلب، مردفاً: " ولا نرى من سبب أو عذر أو مبرر لشن هذا الهجوم (هجوم النظام السوري على إدلب) أو لكي يبدأ مرة أخرى. وعلى نحو مستقل، فإننا نرحب بالتعامل التركي المستقل مع الأمر برمّته. وهم ملتزمون بذلك اعتباراً من سبتمبر (أيلول) 2018، وكذلك في الاتفاق الجديد المشار إليه، وهذا أمر جيد".

شرق الفرات

وحول ملف شرقي الفرات، أجاب جيفري رداً على سؤال حول إرسال الجانب الروسي المزيد من القوات العسكرية إلى هناك، بقوله: " لدى الجانب الروسي قوات الشرطة العسكرية. وهم يواصلون الانتقال في دوريات من 3 أو 4 أو 5 مركبات، وأحياناً ما يذهبون إلى هنا أو إلى هناك، ولكن لا وجود لقوات عسكرية روسية حقيقية وكبيرة على الأرض. وليس هناك ما يسمى الاحتلال الروسي، وينسحب الأمر نفسه على الحكومة السورية، باستثناء بعض القواعد العسكرية القليلة في القامشلي، ومدينة دير الزور حيث ليس لهم وجود حقيقي على الأرض هناك. بل إن القوات المنتشرة على الأرض هي «قوات سوريا الديمقراطية»، وهم حلفاؤنا في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي".

وأجاب جيفري على سؤال حول موعد الانسحاب الأمريكي من سوريا بقوله : " سيستمر وجودنا هناك حتى الانتهاء تماماً من مهمتنا العسكرية إلحاق الهزيمة الكاملة بتنظيم الدولة، ولا يمكنني تأكيد عبارة «مفتوحة المدة» (عن الوجود الدائم)، والانسحاب الكامل ليس على جدول أعمالنا راهناً، ذلك لأننا لم نشهد حتى الآن الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة".

العقوبات:

وأكد المبعوث الأميركي في الوقت نفسه أن بلاده ستواصل فرض العقوبات على نظام الأسد، وتؤيد سريانها من قبل الاتحاد الأوروبي موضحاً: «العقوبات الاقتصادية تزيد من سوء الأوضاع على دائرة الشخصيات المقربة للغاية من رئيس النظام، وهذا ما نحاول على الدوام الوصول إليه. ونريد أن نوضح لتلك الشخصيات الأمر بأنه لا مستقبل واضحاً أمامهم إذا استمروا في دعم وتأييد الأسد. وحري بهم ممارسة الضغوط من أجل الانتقال السياسي».

وأضاف :" لا علاقة لانهيار النظام المالي في لبنان بالعقوبات الصادرة عن الحكومة الأميركية، ولا بد أن ذلك الانهيار كان له أبلغ الأثر على نظام بشار الأسد. ثانياً، بكل صراحة، فإن سوء إدارته الواضحة هي السبب الثاني في تردي الأوضاع الاقتصادية على النحو المشاهَد في سوريا. وثالثاً، هناك حقيقة مفادها أن سوريا لا تزال في حالة حرب أهلية مفتوحة، وحقيقة أخرى أن بعض المناطق المعروفة بالإنتاج الزراعي ومنتجات الطاقة لم تعد خاضعة لسيطرة النظام في الآونة الراهنة. وهذا هو الوضع الحالي، وسيستمر، ما لم يقبل الأسد بالتسوية السياسية. وهذا هو السبب الحقيقي في الكم الهائل من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها. والعقوبات الاقتصادية لا يتم فرضها أبداً على المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، إذ يمكن الوصول إليها بكل حرية، كما أن حزم العقوبات المفروضة ذات طبيعة انتقائية، وتستهدف رموز النظام الحاكم وليس المواطن السوري العادي".

وأشار جيفري إلى أن الحملة الإعلامية الروسية الأخيرة على نظام الأسد دليل على أن موسكو تدرك أيضاً أي نوع من الحلفاء موالون لها في سوريا في الآونة الراهنة.

عودة النظام للجامعة العربية:

ورفض جيفري أي مساع عربية لإعادة النظام إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية قائلاً:" ما النسبة المئوية الفعلية للسكان السوريين الذين جرى طردهم من منازلهم أو هم اضطروا إلى الفرار منها بسبب قمع النظام في عام 2012 عندما اتخذت الجامعة العربية قرارها المشار إليه (تعليق العضوية)؟ ربما بلغت النسبة 5 إلى 10% من إجمال تعداد السكان في سوريا، لكن، كم تبلغ النسبة الآن؟ لقد وصلت إلى 50%. حريٌّ بالجامعة العربية أن تطرح على نفسها سؤالاً: هل هناك متحدث رسمي باسم الدولة أم هناك متحدث رسمي باسم شعب الدولة؟ لقد برهن الشعب السوري على شجاعة فائقة ومنقطعة النظير بفرار نصف السكان من تحت عباءة النظام".

الانتخابات:

ورداً على سؤال حول رأيه عن الحديث حول إجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة في سوريا تحت رعاية وإشراف منظمة الأمم المتحدة في عام 2021 المقبل، قال جيفري: "نحن نعتقد أن الانتخابات هي من الأمور الصحيحة. وإذا عقد الأسد الانتخابات الرئاسية خلال العام الجاري أو في العام القادم، فلن يحظى بأي مصداقية دولية تُذكر. وستُقابل بالرفض التام من جانب المجتمع الدولي. ومن شأن المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإجراء الانتخابات التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة. وهذا هو الطريق الوحيد إلى الأمام على هذا المسار. وهذا ما تؤيده حكومة الولايات المتحدة الأميركية. إن السياسة التي نتبعها ثابتة ولن يطرأ عليها أي تغيير. وإنني أتطلع إلى العمل مع مختلف الجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط من أجل الدعوة لإنهاء أعمال العنف والقتال داخل سوريا".

وأضاف جيفري:" يعتقد بعض الناس أنه أمر لا يتسم بالواقعية (الانتخابات الرئاسية). بعض الناس كانوا يفكرون قبل عامين ماضيين أن القلعة الأخيرة من قلاع المعارضة السورية في محافظة إدلب لن تصمد وتستمر لفترة طويلة من الوقت. وهذا هو حالها بعد مرور العامين المذكورين (هي صامدة) واعتقد بعض الناس أنه من المحال إجراء المحادثات بين الحكومة السورية وممثلي قوى المعارضة في جنيف. ولقد أجريت المحادثات المشتركة بينهم بالفعل. لماذا لا تثقون بأننا نصوغ السياسات التي تحقق النجاحات حتى لو على المدى الطويل، وأنها تملك الإمكانات لتحقيق نجاحات أكبر في المستقبل؟".