الأحد 2020/10/11

تقرير يرصد تفاصيل “تجارة الكبتاغون” بين الأسد وحفتر

سلّط تقرير صحفي الضوء على تفاصيل عمليات تهريب "الكبتاغون المخدّر"، بين نظام الأسد ومناطق سيطرة الجنرال الانقلابي "خليفة حفتر" في ليبيا.

ونشر موقع "عربي 21" تقريراً  نقلت فيه عن مصادر سوريّة قولها، إن نظام بشار الأسد، يقوم بشكل مستمر بإرسال شحنات "عبر ميناء اللاذقية" إلى ليبيا، من الكبتاغون، واسمه العلمي فينيثايلين (Fenethylline) الذي يعد عبارة عن حبوب مدمنة جداً ومخدرة، وتعد غير قانونية في معظم دول العالم منذ عام 1986.

ويؤكد الكاتب والدبلوماسي السوري السابق في ليبيا "غازي دحمان" في تصريحات لموقع "عربي21"، أن نظام الأسد يقوم بشحن الكبتاغون إلى بنغازي في الشرق الليبي، التي تقع تحت سيطرة قوات حفتر، والتي تعد بالنسبة لنظام الأسد منطقة لوجستية تسهل تهريبه في الداخل الليبي وإلى خارج ليبيا كذلك، وأوضح أن بنغازي الليبية بالنسبة لنظام الأسد، تعد منطقة استهلاك وتوزيع.

ولفت إلى أن نظام الأسد يتعامل وفق آلية معينة لتصدير الكبتاغون إلى الخارج، إذ يقوم بتوزيع المناطق وفق الإقليم الواحد، من حيث التوزيع والاستهلاك، ويعتمد طريقين للتصدير، هما بحراً إلى مناطق معينة بشكل مباشر، وكذلك بحراً ولكن عبر موانئ أوروبية وسيطة، وجواً عبر طيرانه الذي يقوم أيضاً بنقل مقاتلين من سوريا إلى ليبيا لصالح حفتر أيضاً.

وأضاف وفق معلوماته التي استقاها من مصادر في ميناء اللاذقية، الذي تخرج منه شحنات الكبتاغون إلى خارج سوريا، أن نظام الأسد يستغل حالة الفوضى في ليبيا، ووجود أمراء حرب هناك، ويتخذ حالة عدم الاستقرار فرصة للتهريب، من أجل محاولة التغلب على الأوضاع المالية الصعبة في مناطقه التي يسيطر عليها في سوريا.

فمن أجل تخفيف حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها نظام الأسد، نتيجة العقوبات ونتائج الحرب المدمرة، عمد إلى ممارسة أشياء لم يكن يمارسها بشكل علني في السابق، مثل المتاجرة في الكبتاغون.

وعن طرق التهريب إلى ليبيا أوضح أنها تتم عبر:

- شحنات ترسل بطائرات إلى بنغازي.

- شحنات عبر السفن بحراً.

وبين "دحمان" أن كميات كبيرة يتم إرسالها من سوريا إلى ليبيا بعد أن نشطت حركة الطيران بينهما، ويلفت التقرير هنا إلى دور شركات طيران تابعة للنظام وفي مقدمتها "أجنحة الشام".

وأكد "دحمان" أن نظام الأسد يستغل حركة إرسال روسيا مرتزقة من سوريا إلى ليبيا لصالح حفتر، ليرسل أيضاً شحنات كبيرة من الكبتاغون.

أما بحراً، فقال دحمان، إن التهريب عبر البحر، يتم بإرسال كميات كبيرة إلى ليبيا عبر موانئ أوروبية، وآخرها ما كشفت عنه السلطات الإيطالية مؤخراً، من شحنات الكبتاغون من سوريا التي تم ضبطها في موانئ إيطاليا.

ولفت إلى أن نظام الأسد يستغل بنغازي كبؤرة إقليمية للتجارة في الكبتاغون للاستخدام المحلي والخارجي كمركز للتهريب إلى أوروبا أيضاً، لفائدة نظام الأسد وقوات حفتر في الشرق الليبي.

مناطق إنتاج الكبتاغون:

وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"عربي21" وطلبت عدم نشر اسمها، فإن من بين أهم المناطق التي يقوم نظام الأسد بإنتاج الكبتاغون فيها: مناطق اللاذقية وتحديداً في قرية البصة، التي يتواجد فيها مصنع يملكه كمال الأسد قريب "بشار".

وكذلك قرية الصنوبر في اللاذقية، بالإضافة إلى تحويل مناطق حدودية كبيرة بين سوريا ولبنان إلى مناطق إنتاج الكبتاغون، وفق ما أكده "دحمان" كذلك الذي يرصد حركات النظام في ما يتعلق بتجارته هذه.

وأكد أن البضاعة يتم إنتاجها في مناطق حدودية، وكذلك في القلمون، ثم يتم إرسالها إلى مدينة حلب، حيث مصانع التغليف، ليجري تغليفها ثم يعاد إرسالها مجدداً إلى اللاذقية وتحديدا إلى مينائها، بهدف تهريبها إلى الخارج.

وأكدت مصادر تواصلت معها "عربي21" في بنغازي، انتشار هذه التجارة في المدينة، إلا أنه خوفاً على حياتها لم تستطع توثيق صور من انتشار مادة الكبتاغون في شوارع المدينة وبدعم من قوات حفتر، وقالت إن المادة المخدرة منتشرة بشكل كبير بين المقاتلين وبين المدنيين أيضاً.

حتى إن وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا في حكومة الوفاق الليبية، أكد الأمر نفسه، وذلك في تصريح مقتضب لـ"عربي21"، بأن "نظام الأسد يمول أنشطة تهريب المخدرات عبر أراضيه إلى العديد من البلدان من ضمنها ليبيا".

وسابقا نشر "باشاغا" في سلسلة تغريدات له عبر حسابه في "تويتر" عن الموضوع نفسه وقال فيها: "تُدرك إدارات الاستخبارات المالية ووكالات مكافحة المخدرات أن نظام الأسد يُمول أنشطته عن طريق تهريب المخدرات عبر الأراضي السورية إلى العديد من البلدان، بما في ذلك ليبيا عن طريق موانئ المنطقة الشرقية".

وتابع: "اعتمدت ما تُسمى بهيئة الاستثمار العسكري التابعة لحفتر منذ فترة طويلة على فتح طرق للشحن البحري والجوي لإنشاء اقتصاد قائم على السوق السوداء مع نظام الأسد، ولمساعدة النظام على تجنب العقوبات والاستفادة ماليا".

وأضاف "باشاغا" في تغريدة أخرى: "في 12 إبريل (نيسان) الماضي، ضبطت سلطات الجمارك في (ميناء) بورسعيد (شمال شرق مصر) 4 أطنان من الحشيش على متن باخرة تدعى "إيجي كراون"، قادمة من سوريا، ومتجهة إلى ميناء بنغازي".

وقال: "خُبِّئَ الحشيش المُخدر داخل عُلب لبن عليها العلامة التجارية لشركة سورية تدعى "ميلك مان"، وهي شركة مملوكة لرجل أعمال سوري مدرج في لوائح العقوبات الأمريكية والأوروبية".

دور روسي:

وألمحت تحقيقات إلى وجود دور روسي في عملية تهريب الكبتاغون من سوريا إلى ليبيا، من خلال الضباط الروس الموجودين في الموانئ السورية، بحسب أحد المصادر في الغرب السوري كان تحدث لـ"عربي21".

ويدعم هذا الاعتقاد أن ضباط الأمن الروس في سوريا يعرفون كل النشاطات الجارية على الأرض السورية، وخاصة في إطار حركة الموانئ، التي تقع تحت سيطرتها.

وعبر "دحمان" عن اعتقاده بذلك أيضاً، وقال إن الروس لأسباب أمنية ذات علاقة بحماية القواعد والجنود الروسيين في سوريا يملكون كامل المعلومات عن النشاطات التجارية لدمشق.