الثلاثاء 2019/08/27

تقرير مفصل عن دور إيران في الهيمنة على مدينة دير الزور وريفها

نشرت وكالة الأناضول تقريراً مطولاً أشارت فيه إلى دور إيران في الهيمنة على مدينة دير الزور وريفها الواقعة تحت سيطرة النظام، من خلال المليشيات التابعة لإيران، والتي وصفتها الوكالة التركية بـ "الإرهابية".

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن تلك الهيمنة للمجموعات التابعة لإيران لا تقتصر على الجانب العسكري بل تتعداه إلى المجال الثقافي والإداري وبقية الجوانب الأخرى، إلى جانب تحكمها بقرارات مؤسسات النظام في المدينة وخاصة مؤسستي القضاء والتعليم، إلى درجة يمكن وصفها بالاحتلال.

كما أن تلك المجموعات تقوم بنشاطات مكثفة لتشييع أبناء المنطقة ذات الغالبية السنية وخاصة الأطفال والشباب، وفق تحذيرات المصادر ذاتها.

الوجود العسكري للمجموعات التابعة لإيران

تتنشر المجموعات التابعة لإيران في مدينة دير الزور ومعظم البلدات والقرى بريفها.

وأوضحت المصادر المحلية بأن أبرز المناطق التي تتواجد فيها المجموعات التابعة لإيران هي مدينة البوكمال على المنفذ الحدودي مع العراق، وبلدة صبيخان وبلدة بقرص وبلدة الطوب ومدينة موحسن وبلدة حطلة وقرية عين علي والشريط النهري ببلدة العشارة ومدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي وبلدة الصالحية بريف دير الزور الشمالي.

وأكدت المصادر أن مدينتي البوكمال والميادين وبلدة حطلة إضافة إلى مركز مدينة دير الزور هي أكثر المناطق التي تتنشر فيها مجموعات إيران؛ حيث يوجد فيها عدد كبير من المقرات، لافتة إلى أن بعض المدارس في المناطق المذكورة تم تحويلها لمقرات عسكرية لتلك المجموعات.

وأفادت المصادر بأن أبرز المجموعات التابعة لإيران في المنطقة هي "الحرس الثوري الإيراني" و"حركة النجباء" و"حزب الله السوري" و"لواء القدس" و"الفرقة 313".

وحسب المصادر ذاتها، فإن مقرات الحرس الثوري وحركة النجباء مشتركة ويبلغ مجموع عناصرهما بين 1500 إلى 2000 عنصر من الجنسيتين الإيرانية والعراقية، وهؤلاء يتمركزون بحي الكتف في مدينة البوكمال بعد أن قاموا بطرد معظم سكانها منها، كما استولوا على عدد من البيوت في وسط مدينة البوكمال وحولوا بيوتهم إلى مستودعات أغذية.

ويمتلك الحرس الثوري الإيراني و حركة النجباء أسلحة ثقيلة من رشاشات ثقيلة وعربات مدرعة ودبابات، ويتولى قيادة الحرس الثوري ايراني اسمه الحاج سلمان، فيما يعتبر الحاج صادق المسؤول الأول ومنسق جميع "مجموعات إيران الإرهابية" في دير الزور.

أما "حزب الله السوري" حسب الوكالة؛ فيبلغ عدد مقاتليه 700 عنصر ينتشرون في حواجز تمتد من مركز مدينة دير الزور وحتى مدينة الميادين بريفها الشرقي، كما يوجد لهم عدد من المقرات في المدينة بحيي الضاحية والقصور، يحمل منتسبيها الجنستين اللبنانية والسورية وقائدها لبناني الجنسية، وبدأ "حزب الله السوري" منذ عام 2017 بتطويع شباب سوريين مقابل راتب شهري يقدر بـ200 دولار.

ويضم لواء القدس 2000 مقاتل يتوزعون يتمركز نصفهم في مركز مدينة دير الزور ومدينة الميادين، فيما ينتشر النصف الآخر في بادية دير الزور.

والمركز الرئيس للواء القدس في مدينة دير الزور؛ حيث استولى على 3 فيلات فيها حول أحدها إلى مركز قيادة عامة، ويمتلك أسلحة متوسطة وخفيفة، وعناصر اللواء يحملون الجنسيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية، إضافة إلى عدد قليل من حاملي الجنسية السورية.

كما تتواجد الغالبية العظمى من عناصر "الفرقة 313" في بادية دير الزور، إضافة إلى بعض الحواجز على أطراف مدينة دير الزور وطريق المطار ويبلغ عدد عناصرها 300 عنصر جميعهم من الأجانب، ويمتلكون أسلحة متوسطة.

من جانب آخر أفادت المصادر ذاتها لمراسل الأناضول أن مجموعات إيران افتتحت عدد من المدارس بغية تشييع الأطفال، كان آخرها في مدينة الميادين بريف دير الزور؛ حيث افتتحت مدرسة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات.

وأشارت المصادر إلى أن تلك المجموعات استولت على المركز الثقافي لمدينة دير الزور وباتت تستغله في أنشطة دينية.

كما أنشأت مجموعات إيران عدداً من الحسينيات والمزارات في المنطقة، أبرزها حسينية جرى افتتاحها مؤخرا بحي هرابش في المدينة، إضافة إلى بناء مزار في قرية قبة علي.

ولفتت المصادر إلى أن السكن في أي مدينة أو قرية في دير الزور باتت مرتبطة بموافقة تلك المجموعات، عبر إصدارها أذونات بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن المجموعات الإيرانية طردت مؤخرا عدد من العائلات في قرية قبة علي؛ بسبب عدم امتلاكهم إذونات صادرة منها.

وذكرت المصادر أن المجموعات الإيرانية منعت الرواتب على الموظفين في محكمة الميادين وخيرتهم بين الفصل أو العمل تحت مظلتها.

جدير بالذكر أن المليشيات الإيرانية تنتشر بشكل كبير في ريف دير الزور الشرقي وخاصة في البوكمال، لما تشكله من موقع جغرافي مهم يربط العراق بسوريا، ما يجعلها بمثابة صلة الوصل في مشروع "الهلال الشيعي" الذي تعمل إيران على إنشائه منذ سنوات.