الأحد 2022/05/22

تفاصيل.. شبكة دعارة في المدينة الجامعية بحمص تبتز الفتيات

وكأن مسلسل “كسر عظم” الذي عرض في موسم دراما رمضان لهذا العام، كان بوابة ليسلط الضوء ويكشف ما يحدث في السكن الجامعي، لاسيما في جامعة “البعث” بمدينة حمص، فالسيناريو الذي تناوله المسلسل، يبدو متطابقا مع الاتهامات التي نشرت في صفحات إخبارية محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود “شبكة دعارة واسعة بإشراف كبار المسؤولين”.

قضية “ريتا” تكشف المستور

قبل عدة أيام، وتحديدا يوم الاثنين الفائت، وضمن وما وصف بـ “الحوادث الغريبة”، أعلنت "وزارة" داخلية النظام، عن تعرض طالبة في السكن الجامعي في جامعة حمص، لمحاولة قتل، بعد أن وجدت مكبلة اليدين ومغمى عليها.

وأشارت "الوزارة"، في بيان، إلى أنه “بالتدقيق في الموضوع تبين أنه تم إعلام قسم شرطة الشماس في حمص من قبل طالبات بالسكن الجامعي الوحدة 12، بوجود الطالبة ريتا تولد 2003، من طلاب السنة الأولى فيزياء، ملقاة على درج المبنى ضمن السكن الجامعي، مكبلة اليدين بشريط سماعة جوال، وبحالة إغماء، وقد تم إسعافها من قبل زميلاتها إلى مشفى الجامعة”.

وأوضحت أنه ومن خلال التحقيق وجمع المعلومات، تبين أن ريتا تعرضت للمزاح من قبل زميلاتها، وتم ربط يديها بشريط سماعة جوال، وتعثرت على درج الوحدة السكنية، ما أدى إلى سقوطها وإصابتها بحالة إغماء، ثم قاموا بإسعافها إلى المشفى.

إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فهنا بدأت القضية، إذ كشفت حادثة ريتا، وجود شبكة للدعارة داخل الوحدة الثانية من سكن الطالبات، يديرها مسؤولون في السكن الجامعي، تجبر وتستدرج الطالبات لممارسة الجنس، مستغلين أوضاعهم المادية.

الحادثة، أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت صفحة “جيفارا طرطوس- شبكة أخبار نور حلب”، على “فيسبوك” رواية ادعت أنها الحقيقة، وهي محاولة قتل الطالبة منعا لحدوث فضيحة مرتبطة بشبكات دعارة.

قائمة طويلة للمتهمين

دون وجود تأكيدات من مصادر متطابقة، قالت عدة صفحات محلية أن مسؤولين حزبيين في الجامعة، يقومون بابتزاز بعض الطالبات الجميلات بصورهن وإجبارهن على ممارسة الجنس في الفنادق والشقق الخاصة.

ونشرت الصفحة، أسماء بعض المسؤولين المتورطين وصورهم، وهم علي الحمادي، رئيس اتحاد الطلبة بجامعة حمص، وصديقته بتول يونس، وفائق شدود، أمين فرع حزب البعث بالجامعة، والمدعوة دارين حمدو، مشرفة على وحدة سكنية، وابن رئيس فرع الأمن الجنائي بريف دمشق، وهو عضو اتحاد الطلبة، بالإضافة لشخص آخر يدعى محمد مطر.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بدؤوا بالتأكيد على صحة المعلومات التي نشرتها الصفحة، بعد أن ظهرت ريتا بفيديو لتكذيب ما يتم تناقله، حيث اتهم المتداولون للفيديو المتورطين بالجريمة حسب وصفهم، بالضغط على الطالبة للظهور بفيديو يكذب ما تم تداوله، من محاولة التعدي عليها وإسكاتها قبل أن تنفضح الجريمة.

الجدير ذكره، أن "رئيس النيابة العامة" في دمشق، نبيل الشريباتي، أكد في كانون الثاني/يناير الفائت، أن أكثر من 80 بالمئة، من حالات الاتجار بالأشخاص تتعلق بالنساء والأطفال واستغلالهم جنسيا.

وقال شريباتي في تصريحات لموقع “المشهد”، إن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا في جرائم الإتجار بالبشر في سوريا، ووصلت في بعض الحالات إلى تهريب الأشخاص إلى خارج الحدود لاستغلالهم في الخارج، وكشف تحقيق الموقع المحلي، عن حالات بيع للفتيات في سوريا، وتهريبهم إلى خارج الحدود لاستغلالهن وبيعهن في دول مجاورة.

وحول ذلك أضاف شريباتي: “تم ضبط حالات يتم فيها جمع نساء ونقلهم تهريبا أو حتى بشكل نظامي إلى بلدان أخرى لتشغيلهن في الدعارة، وهناك يتم استغلال جهلهم وضعفهم في بلد غريب، وتحجز جوازات سفرهم لمنع هربهن”.

التعليم “البائس”

رغم التحذيرات المتكررة من تداعيات تدهور الواقع التعليمي في سوريا، لا سيما خلال السنوات الماضية، لا يبدو أن حكومة النظام، عازمة على اتخاذ إجراءات من شأنها انتشال التعليم، الذي يرى بعض المختصين أنه وصل إلى القاع مؤخرا.

في منشوره الذي حمل عنوان: “أعيدونا عشـرة قرون إلى الوراء حتى يستعيد العلم عافيته”، كتب أستاذ القانون في سوريا عصام التكروري، منشورا عبر صفحته الشخصية بفيسبوك، يصف فيها التعليم في البلاد بـ“البائس“، حيث قال: “أن تكون معلما، وتتلقى التهنئة في يوم المعلم هو أمر يدخل البهجة إلى القلب، ويجعله يعتصر وجعا للحال الذي آل إليه العلم و المُعلمون في بلدنا سوريا“.

ويشهد قطاع التعليم العالي تدني في المستوى الأكاديمي، فضلا عن الفساد المنتشر في الجامعات الحكومية في سوريا، ما يدفع الطلاب إلى الاتجاه في بعض الأحيان إلى الجامعات الخاصة ذات الرسوم المرتفعة.

كذلك سمحت حكومة النظام لإيران مؤخرا بزيادة توغلها في قطاع التعليم السوري، بتوقيع اتفاق بين “المركز الأكاديمي للتربية والثقافة والبحوث” في طهران وجامعة دمشق.