الأحد 2019/07/07

تفاصيل اجتماع سري بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي

عُقد اجتماع سري بين ضباط من قوات النظام على رأسهم رئيس إدارة "المخابرات الجوية" اللواء جميل الحسن، وقادة من "الفيلق الخامس"، مع ضباط من الاستخبارات الإسرائيلية، في 30 حزيران، بالقرب من "سرية الصفرة" في أم اللوقس القريبة من الحدود مع الجولان المحتل. والسرية هي نقطة مراقبة روسية تخضع لإشراف الشرطة العسكرية الروسية التي نسقت للاجتماع.

ونقلت صحيفة "المدن" عن مصادر خاصة أن اللواء جميل الحسن، حضر الاجتماع، بعدما قدم إلى المنطقة برفقة موكب يضم أكثر من10 سيارات دفع رباعي، بعضها مزودة بالرشاشات.

وأشار مصدر "المدن"، إلى حضور قادة حاليين في "الفيلق الخامس"، ممن كانوا قادة في فصائل المعارضة سابقاً وعلى علاقة "جيدة" مع الجانب الإسرائيلي. فقد حضر الاجتماع قائد ما كان يسمى "جيش أبابيل حوران" علاء زكريا الحلقي، وقائد "لواء شهداء انخل" خالد الزامل.

كما حضر الاجتماع القائد العسكري في ما كان يسمى "جبهة ثوار سوريا" المعارضة أحمد حميدي الموسى، الذي سبق وأن اعتقلته قوات النظام قبل شهرين، وأُفرِجَ عنه بضغط روسي قبل الاجتماع بأيام.

الصحيفة أكدت عبر مصدرها أن الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي، استمر لأكثر من أربع ساعات، من دون الخروج بنتائج مهمة. وقد فُرِضَ على المنطقة طوق أمني مشدد، أثناء الاجتماع، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى مكان الاجتماع، والقرى والبلدات القريبة.

الإسرائيليون قدموا عرضاً للواء الحسن، مؤلفاً من النقاط التالية؛ دمج "الفيلق الخامس" بقوات النظام واعتباره جزءاً من المؤسسة العسكرية للنظام. وإخراج المليشيات الإيرانية من المنطقة وإبعادها مسافة 55 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان، على أن تموّل اسرائيل عملية قتال المليشيات الرافضة للانسحاب عن الحدود، بدعم روسي.

اللواء الحسن، بحسب مصدر "المدن"، رفض العرض الإسرائيلي وغادر الاجتماع من دون الاتفاق على أية نقطة من النقاط التي عرضها الجانب الإسرائيلي، على الرغم من أنها تلقى ترحيباً روسياً.

وبحسب مصدر "المدن"، فقد اجتمع اللواء الحسن، بعد انتهاء اللقاء مع الإسرائيليين، بشخصيات مدنية ووجهاء من محافظة القنيطرة بينهم محافظ "القنيطرة الحرة" سابقاً ضرار البشير، وبعض رؤساء المجالس المحلية للقرى القريبة من الجولان، بالإضافة لمخاتير بلدات الرفيد وصيدا الجولان.

وطالب وفد وجهاء القنيطرة، اللواء جميل الحسن، بتحسين معاملة "المخابرات الجوية" للأهالي والمدنيين، واستبدال "التسوية" بـ"المصالحة الوطنية الشاملة". كما طالب الوفد بالإفراج عن المعتقلين المدنيين والضباط والقادة العسكريين الذين تم اعتقالهم بعد اتفاق "التسوية" الأخير، والحدّ من عمليات الخطف التي تنتهجها قوات النظام منذ شهور ضد المعارضين من أبناء المنطقة، بحسب مصادر "المدن". كما طالب الوفد بإخراج المليشيات الإيرانية من المنطقة، والتي تعمل على نشر الفوضى، سعياً لحرب مع إسرائيل سيدفع الأهالي ضريبتها الأكبر.

وفد القنيطرة الذي اجتمع مع جميل الحسن، كان قد زار دمشق قبل يوم واحد، حيث التقى مع رئيس "مكتب الامن الوطني" اللواء علي مملوك.

وردّ الحسن على مطالب أهالي القنيطرة، بحسب مصادر "المدن"، بالقول إن إيران وقواتها "أخوة للسوريين"، وإن العلاقة السورية-الإيرانية "شوكة في عيون" إسرائيل وأوروبا. ووجه الحسن لوفد وجهاء وممثلي القنيطرة، تهمة الانتساب إلى "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة"، ما دفع البعض لنفي ذلك ومواجهة الحسن بالأدلة القاطعة على الدفاع عن القنيطرة ضد تلك التنظيمات.

زعيم "المخابرات الجوية"، الذي تم التمديد له لعام جديد رغم أنه يعيش وسط عناية طبية فائقة، قال إن الاعتقالات التي تمت سابقاً، والتي ستجري لاحقاً، تأتي ضمن إطار ملاحقة "عملاء إسرائيل"، مهدداً أهالي المحافظة في حال عدم التراجع عن تلك المطالب باقتحام القنيطرة مجدداً.

فشل الاجتماع مع اسرائيل، أعقبه قصف إسرائيلي واسع، طال بعض القطعات العسكرية للنظام على امتداد سوريا، في استهداف هو الأكبر من نوعه منذ شهور. واعتبرت مصادر "المدن" القصف رد فعل إسرائيلي على رفض "المخابرات الجوية" إخراج المليشيات الإيرانية من المنطقة، رغم التعهدات السابقة من النظام للإسرائيليين بحماية منطقة فض الاشتباك الموقعة عام 1974، ومنع الإيرانيين ومليشيا "حزب الله" من دخولها.

الحسن، الذي سبق وزار درعا مطلع تموز 2018، كرر خلال اجتماعه الأخير مع بعض القيادات الحزبية في درعا ما قاله سابقا بـ"ضرورة نسيان" المعتقلين الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 5 سنوات. وعاد الحسن، وأكد في درعا ما قاله في القنيطرة، بإن إيران "شريك حقيقي للسوريين"، مطالباً من الأهالي منع الهجمات ضد حواجز "المخابرات الجوية" و"الفرقة الرابعة" في درعا، وإلا فإن خيار القوة العسكرية ضد القرى والبلدات التي تشهد هجمات متكررة "ما زال حاضراً".

يشار إلى أن تقريراً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش””Human Rights Watch”، الصادر بتاريخ 15/12/2011 تحت عنوان “بأي طريقة نقل: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا”، عن عنصر مخابرات منشق يدعى “عمر”، وكان مساعداً في مكتب المدير بوحدة العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الجوية فرع دمشق، قوله إن عملية مجزرة صيدا تمت وفق أوامر مباشرة من قبل اللواء جميل حسن، وقد تمكن “مركز توثيق الانتهاكات” من توثيق 98 وفاة بدرعا في 29 نيسان 2011، في حين قدر “عمر” أن عدد القتلى بلغ 120 شخصاً.

وفي مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية تحدث اللواء جميل حسن عن ضرورة الحسم العسكري على شاكلة ما وقع في مدينة حماة عام 1982، حيث كان مشاركاً في المجازر التي ارتكبتها قوات النظام بالمدينة وكان برتبة ملازم أول آنذاك، وتحدثت شهادات موثقة عن دور الحسن في قتل واعتقال وتعذيب عدد كبير من أهالي مدينة حماة، والمشاركة في عمليات اغتصاب النساء والفتيات لدى اجتياح المدينة.