الأثنين 2020/09/28

تضارب في الروايات.. هل قتل الأب بناته في طرطوس أم كان ضحية ؟

استفاقت مدينة طرطوس على نبأ ارتكاب أب مجزرة بحق عائلته ثم إقدامه على الانتحار، وسط غموض في التفاصيل والأسباب، وتشكيك بالرواية الرسمية.

وقالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام إن حي الجمعية في مدينة طرطوس شهد مساء أمس الأحد جريمة قتل مروعة، حيث اطلق أب يدعى "غدير سلامة" (مدرس رياضيات) النار على زوجته وبناته الثلاث، وانتحر بعدها.

وأشارت إلى أن إطلاق النار تسبب بمقتل البنات الثلاث وإصابة والدتهم، حيث تم إسعافها إلى المشفى وهي قيد العلاج.

وكتب غدير سلامة، في صفحته بـ"فيس بوك": "الأصدقاء الكرام.. عندما تقرؤون أكون قد انتحرت و قتلت بناتي بسبب تهديدات المدعو أحمد عديرة أبو ياسر يقطن طرطوس..".

وأضاف أن التهديدات نتيجة لعمل طلبه "عديرة" و لم يتمكن من تنفيذه في الوقت المحدد، إذ تأخر في إنجازه نحو 3 ساعات، بحسب وصفه في منشوره، والذي يبدو من خلاله أنه كان ضمن مليشيات النظام.

وأوضح: أن "التهديدات كانت بقتلي أنا وبناتي وحرقنا، كما هو موضح في تسجيل صوتي له في التاب الخاص بي و هو تسجيل اليوم".

وأشار "غدير" في منشوره إلى تعرضه للخيانة من قبل أخيه "فراس" وصديقه، عندما كانوا متطوعين في مليشيات الفيلق الخامس، منذ 3 سنوات، قائلاً: "سرقو أسلحة و ذخيرة من الفيلق و باعوها لجهات لا أعرفها و منها صواريخ مضادة للدروع كما أقرّ لي أخي بعد الكثير من الإنكارات و أعتقد أن هذه الجهات ستبيعها للمسلحين آنئذ في منطقة حلفايا قرب محردة و ما بعد و قبل مرحلة حلفايا الزلاقيات و غيرها تحت قيادة العميد عصام خير بك الذي نهب معظم حلفايا و ما قبلها و ما بعدها و كان ذلك بمعية العديد من العناصر في الفيلق هناك عن طريق ما يسمى بالتعفيش.. وموضوع الخيانة لم أتحمله مطلقاً".

إلى ذلك.. ذكر موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن "مصادر مطلعة" أن الأب قد يكون ضحية كأفراد أسرته وليس قاتلا، وقالت المصادر إن الأب قُتِلَ بأربع رصاصات واحدة منها في ظهره، وهو ما يجعل فرضية انتحاره بعد قتل أسرته غير صحيحة على الأرجح، إذ كيف يمكن أن يقوم بإطلاق أربع رصاصات على نفسه ؟ .

وبخصوص المنشور الذي كتبه الأب عبر صفحته عبر "فيسبوك" رجحت المصادر أن يكون "أحد ما" استولى على هاتف الضحية، وقام بكتابة تلك التدوينة التي سرعان ما انتشرت تزامنا مع أخبار الجريمة، واعتبرت دليلا ضد الأب، وهو مدرس رياضيات وكاتب قصة.

جدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام تشهد انفلاتاً أمنياً وخاصة بالساحل السوري وسط تنامي نفوذ عصابات الشبيحة، كما تشهد حالات انتحار بشكل متكرر، وتعود أغلب الأسباب فيها إلى الواقع الاقتصادي المتردي.