السبت 2020/11/07

تحذيرات من انهيار القطاع الصحي في إدلب مع زيادة إصابات كورونا

بدأ ناقوس الخطر يدقّ في محافظة إدلب مع بدء أول مظاهر انهيار القطاع الصحي، كما أكد أحد أطباء المنطقة، بالتزامن مع الارتفاع المطّرد في أعداد المصابين بفيروس كورونا في الأجزاء المحررة من المحافظة، وذلك منذ تسجيل أول إصابة في المنطقة في شهر يوليو/تموز الماضي.

رئيس المجلس العلمي للأمراض الباطنة في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية، الطبيب وسيم زكريا، أعرب عن أسفه لما آل إليه الواقع الطبي في المنطقة، وقال "يؤسفني إبلاغكم أحبتي بأن جميع مشافي كورونا في الشمال ممتلئة الآن، لا يوجد شاغر لأي حالة إضافية. هذا ما كنا نحذر منه في بداية الأزمة، وهو انهيار القطاع الصحي وها قد بدأت أولى مظاهره للأسف".

ومن الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع الكثافة السكانية العالية في المحافظة وضعف القطاع الطبي، الذي تعرّض لضغوطات كبيرة خلال العامين الماضيين، مع حركة النزوح الكثيفة التي شهدتها المنطقة، فضلا عن حالة من الاستهتار منتشرة بين السكان فيها.

أما الحلول التي يمكن اللجوء لها في الوقت الحالي، فقد أوضحها منسق الشبكة في منطقة درع الفرات الطبيب محمد الصالح لـ" العربي الجديد" قائلا: "الحل الأساسي هو تخفيف عدد الإصابات، وبالتالي نقص الحاجة للمشافي، بالتزام المواطنين بوضع الكمامة وتخفيف المخالطة. أما الخطوة التالية، فهي زيادة عدد مشافي العزل بمناطق شمال حلب، حيث تنشط المنظمات بما يخص العزل، ماعدا مشفى عفرين لمنظمة الأمين".

وأضاف الطبيب "عدد الإصابات كبير في إدلب، والمخيمات أيضا، والسبب صعوبة تطبيق التباعد الاجتماعي، وهذا يضاف إلى معاناة الناس في المنطقة".

ورأى فراس خليل أن الحديث عن خروج الأوضاع عن السيطرة في المنطقة ليس تضخيما لما يمر به القطاع الصحي، وإنما هو وصف دقيق لهذا الواقع، وليست المشكلة الكبرى في عدد المصابين إنما في وصول الفيروس للأشخاص الضعفاء وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون لدخول المشافي والبقاء في العناية المشددة، مبينا أن هناك توسعا أفقيا لمعدل الإصابات.

وأكد مصدر محلي في إدلب، أن الأماكن المخصصة للعزل بلغت أقصى طاقتها الاستيعابية في الوقت الذي امتلأت فيه غرف العناية المركزة بالمصابين ولم يعد هناك مجال لاستقبال المزيد من المصابين بفيروس كورونا أو غيرهم من المرضى، لتصل الأمور إلى درجة الخطر بشكل حقيقي.

وبيّن المصدر أنه من المقرر أن يصدر بيان عن مديرية الصحة في إدلب، يوضح ما آلت إليه الأمور بشكل تفصيلي، مع مطالبات من عدة جهات إنسانية بضرورة تدخل المنظمات الدولية للسيطرة على الوضع في إدلب.

وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في المحافظة 4561، 3692 مصابا منهم يخضعون للحجر المنزلي، بينما يخضع 207 من المصابين للعلاج في المشفى المخصص لمصابي كورونا في إدلب، ويوجد 30 مصابا يستخدمون أجهزة التنفس الاصطناعي، أما مراكز العزل يقيم فيها 586 مصابا في الوقت الحالي.