الخميس 2022/06/30

تحت أنظار “قسد”.. مخيم الهول ساحة اغتيالات وتصفية

بات مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، والذي يضم أكثر من 55 ألفاً من النازحين العراقيين والسوريين، ومعظمهم من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش"، بمثابة "الثقب الأسود" لقاطنيه.

وتعاظمت في الفترة الأخيرة جرائم القتل وعمليات الاغتيال والتصفية داخل المخيم، وسط تصدّر النساء لائحة الضحايا. ويقع المخيم في مناطق سيطرة مليشيات "قسد"، وتوكل مهمة ضبط الأمن داخله لمليشيات "الأسايش"، وسط تساؤلات حول أدوار هذه الجهات في ضبط الفلتان الأمني الكبير الذي يتسبب بإزهاق الكثير من الأرواح.

ومع انتشار خلايا "داعش" داخل المخيم، برزت فرضية مفادها أن "قسد" و"الإدارة الذاتية" و"الأسايش" يميلون لفكرة إبقاء الوضع على ما هو عليه، من دون تدخّل حقيقي يحدّ من الفوضى داخل المخيم.

ويستنتج متابعون للوضع الحالي حيال التعامل مع بقايا "داعش"، أن هذه الجهات تتعمّد ترك هذه الخلايا وكل من يرتبط بها تعمل على تصفية بعضها بعضاً عن طريق عمليات الاغتيال.

ويعتبر المتابعون أن هذا التصوّر ناجم عن أن حلّ قضية عائلات مقاتلي التنظيم وحتى المتهمين بالانضمام للخلايا لا يزال صعباً وعصياً، ليس على المستوى السوري والعراقي وإنما على الصعيد الدولي، إذ تمتنع الكثير من الدول عن سحب المقاتلين المعتقلين أو عائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية، سواء للتحقيق أو المحاكمة.

وأكدت مصادر من داخل المخيم أن "داعش" بات يسيطر على المخيم ليلاً بشكل تام، مع انكفاء عناصر "الأسايش" إلى خارج المخيم لحراسة الأسوار والمداخل، لتكون السيطرة في هذا الوقت لخلايا "داعش" التي تسير الدوريات الأمنية المسلحة حتى السادسة صباحاً، قبل عودة عناصر "الأسايش" إلى داخل المخيم.

عمليات الاغتيال والتصفية في مخيم الهول

ومنعت الخلايا عمال تركيب الإنارة للمخيم من إكمال عملهم، وهددتهم أكثر من مرة، بل قامت بهجوم عليهم أدى لمقتل أحدهم، وذلك بهدف ترك المخيم من دون إنارة لتسهيل تنفيذ العمليات من دون انكشاف أمر الفاعلين.

وفيما يمتاز المخيم بحراسة مشددة من خارجه من قبل "قسد" و"الأسايش" وقوات التحالف الدولي الشريكة لهم، فإن داخله يعتبر معسكر اعتقال كبيرا، ودائماً ما يتبنّى "داعش" عمليات الاغتيال والتصفية التي تحدث داخله عبر المعرفات الرديفة له، ودائماً ما تكون مبرراتها الردة والتكفير والوشاية.

وغالباً ما تتم عمليات التصفية والاغتيال داخل المخيم، باستخدام الأسلحة النارية وكواتم الصوت، وتوجه أصابع الاتهام بالفساد لعناصر الحراسة لا سيما من مليشيات "الأسايش" بتسهيل عمليات دخول الأسلحة إلى المخيم، وكذلك إلى عناصر المنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة فيه بالتورط في ذلك.

وخرجت اتهامات لعناصر بعض المنظمات، بعملية إدخال الأسلحة وذلك بالتنسيق مع النظام، لقدره الأفراد المنتسبين للمنظمات على دخول المخيم من دون المرور عبر نقاط التفتيش على مداخله.