الثلاثاء 2020/05/19

“بيدرسون” يشدد على ضرورة الحفاظ على الهدوء في سوريا

قال مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون إن مدينة إدلب، في الشمال الغربي من البلاد، شهدت هدوءا نسبيا خلال هذا الشهر، نتيجة التقدم في التعاون الروسي التركي على الأرض، وفقا لاتفاق آذار، معربا عن أمله في أن يتم الحفاظ على هذا الهدوء.

جاء ذلك خلال إحاطة عبر الفيديو، قدمها "بيدرسون" لمجلس الأمن أمس الاثنين، وقال خلالها: إن هذا الهدوء تخللته حوادث عنف ومحاولات متبادلة لشن هجمات.

ولفت إلى أن هذه الهجمات أدت إلى تصعيد الوضع، بما في ذلك زيادة القصف المدفعي على مناطق داخل إدلب، محذرا من أن هناك"خطرا دائما بالتصعيد."

وأعرب المسؤول الأممي عن خيبة أمله من أن العملية السياسية لم تحقق بالفعل تحسينات ملموسة في حياة السوريين، مشيرا إلى أن هناك إحساسا واسع الانتشار بأن المنافسة الدولية أكثر بروزا من التعاون، حيث يدفع السوريون الثمن.

وأشار "بيدرسون" إلى دعوة المجلس جميع الأطراف إلى ضمان فترة هدوء مستدامة في جميع أنحاء البلاد، مشددا على ضرورة أن يعمل اللاعبون الرئيسيون معا، حتى يتم الحفاظ على الهدوء الكبير في العديد من المناطق وتعزيزه وتوسيعه ليصبح وقفا لإطلاق النار على الصعيد الوطني، كما جاء في القرار 2254.

 

وحول فيروس كورونا قال"بيدرسون"، إنه لحسن الحظ لم تشهد سوريا حتى الآن انتشارا واسع النطاق لمرض كوفيد-19، مشيرا إلى أن عدد حالات الإصابة المبلغ عنها رسميا بلغ 64 حالة، منها 58 في المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد و6 في الشمال الشرقي. ولم يتم الإبلاغ عن حالات حتى الآن في الشمال الغربي.

ولفت إلى أن خطر تفشي المرض لا يزال قائما، مشيرا إلى بدء تخفيف الإجراءات المبكرة التي اتخذها نظام الأسد في سبيل احتواء الجائحة، محذرا من العواقب المدمرة في حال انتشار المرض.

وقال بيدرسون إن أزمة كوفيد-19 أضافت عبئا جديدا إلى المأزق الاقتصادي السوري الخطير والمتفاقم، نتيجة العديد من العوامل والإجراءات الداخلية والخارجية على مدى عقد من الاقتتال، مشيرا إلى استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية في الأسابيع الأخيرة، مما انعكس على القوة الشرائية للسوريين العاديين.

وأوضح المسؤول الأممي أن الوضع في سوريا لن يحل فقط من خلال وضع دستور جديد، "ولكن إذا استطاعت اللجنة الدستورية أن تعمل بجدية، فإنها يمكن أن تبني الثقة، وتقدم مساهمة مهمة في التسوية السياسية."

وأعرب عن استعداده لعقد جلسة ثالثة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف بمجرد أن تسمح ظروف السفر العالمية بذلك، مشيرا إلى أنه يبقى على اتصال بالرئيسين المشاركين بشأن موعد عقد الدورة المقبلة.

وأشار غير بيدرسون إلى الفرص الكثيرة الضائعة في العقد الماضي لتحويل الديناميات نحو مسار سياسي، مشيرا إلى أن تلك الفرص الضائعة أعقبها تجدد العنف وتصلب المواقف بين الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، داعيا إلى عدم تكرار ذلك.

وشدد على أهمية التعاون الدولي المتجدد والهادف، وبناء الثقة بين أصحاب المصلحة الدوليين والسوريين، في ظل التهديدات المشتركة التي يشكلها كوفيد-19 وتنظيم الدولة، مرحبا بالحوار الروسي الأمريكي وأهميته بالإضافة إلى ضامني أستانا وهم تركيا وإيران وروسيا.

وشدد السيد غير بيدرسون على أهمية "العمل معا لدعم تحقيق عملية سياسية ذات ملكية وقيادة سورية، تيسرها الأمم المتحدة وتسترشد بقرار مجلس الأمن 2254، في سبيل تحقيق تسوية سياسية تلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين وتستعيد السيادة الكاملة لسوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها."