الأحد 2020/11/08

بعد ليبيا..شركات روسية تجند سوريين للذهاب إلى فنزويلا

تتزايد المعطيات والتقارير عن تكثيف "جهات مجهولة" تتحدث باسم شركات روسية، نشاطها في مناطق سيطرة نظام الأسد، لتجنيد رجال وشباب للقتال لصالح القوات الروسية في دول تشهد نزاعات. الجديد أن هذا الأمر وصل إلى حد تجنيد شباب للذهاب إلى فنزويلا، بعدما كانت عملية التجنيد تقتصر على ليبيا، مستغلة الظروف المعيشية الصعبة للشباب السوريين.

 وقالت مصادر محلية في منطقة الغاب في ريف حماة لـ"الشرق الأوسط" إن عملية تجنيد قامت بها مؤخراً "جهات تتحدث باسم شركات روسية، للشباب للذهاب إلى ليبيا بإغراءات مادية"، وأضافت: "البعض يتحدث عن 1000 دولار شهريا والبعض عن 2000، في مقابل الذهاب للقتال إلى جانب الجيش الوطني في ليبيا ضد حكومة الوفاق المدعومة من تركيا ".

 في المقابل، أشارت المصادر إلى أن عدد من تم تجنيدهم لصالح شركة تتحدث باسم روسيا في سهل الغاب "يقدر بعشرات الأشخاص، وأن الدافع وراء قبول هؤلاء بالذهاب إلى ليبيا هو انعدام سبل تأمين المعيشية اليومية في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد بسبب الحرب والعقوبات المفروضة على نظام الأسد".

 وبينما ترددت أنباء في الصيف الماضي عن قيام "جهات مجهولة" تتحدث باسم شركات روسية، بتجنيد شبان من غوطة دمشق الشرقية للقتال في ليبيا، أشارت الأحداث الأخيرة إلى أن جهات حليفة للنظام كثفت محاولتها لتجنيد شبان ينحدرون من مناطق مختلفة بريفي درعا والقنيطرة الخاضعة لاتفاقات "تسوية" برعاية روسية وذلك للقتال في ليبيا.

 كما كشفت شبكة "السويداء 24" المختصة بنقل أخبار محافظة السويداء المحلية في فبراير/شباط الماضي عن "تورط حزب سياسي مرخص لدى النظام، في العمل على تجنيد مرتزقة من المواطنين في محافظة السويداء، بغية إرسالهم للقتال في ليبيا".

 وكان لافتا في هذا السياق، ما كشف عنه الصحفي  طارق عجيب في حسابه الشخصي على «فيسبوك» مساء أول من أمس، أن "هناك جهات مجهولة لا تعلن عن نفسها صراحة بل تتعامل عبر وكلاء وأشخاص سوريين تتحدث باسم شركات روسية، تنشط بشكل حثيث ومشبوه في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية (وقد يكون في محافظات أخرى)، هدفها التعاقد مع رجال وشباب عبر عقود عمل بصفة (حراسة منشآت) في دولة فنزويلا براتب شهري قدره 4000 دولار مع إقامة".

 ويوضح عجيب، أن تلك الجهات تعمل أيضا على "التعاقد مع نساء وفتيات للعمل بصفة (خياطة وخدمة) براتب شهري (1500) مع إقامة"، وأن موعد السفر هو 15 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

 وأضاف أن "الانطلاق سيكون من مطار حميميم في ريف اللاذقية على الساحل السوري حيث القاعدة الروسية، وسيبقى (المتعاقدون) في المطار لمدة يومين إذ سيتم في المطار الاطلاع على العقد البالغ مدته 6 أشهر وتوقيعه ثم الانطلاق، بينما يحق للمتعاقد إجازة 20 يوما بعد 3 أشهر، وحصوله على مبلغ (2000) دولار قبل السفر".

 وبعدما اعتبر عجيب أنه "لا داعي للخوض في أسباب تهافت الشباب لتسجيل أسمائهم للتعاقد مع هذه الجهات المجهولة كون هذه الأسباب معروفة للقاصي والداني"، رأى أن من "أكثر النقاط المخزية في هذه النشاطات والتعاقدات، أن هذه الجهات تسوق لنفسها على أنها تقوم بذلك دعماً للشعب السوري ورغبة في تحسين أوضاعهم المالية والحياتية"، في وقت "تستغل أوضاع أفقر شرائح المجتمع وحاجة كبار السن والنساء الذين يعجزون عن تأمين أبسط مستلزمات الحياة ويفتقدون الأمان في الحاضر، ويفقدون الأمل في المستقبل، فيلقون بأنفسهم إلى المجهول".

 ولا تخفي أوساط إعلامية روسية أن من يقف وراء هذه المجموعات ويمول نشاطها هو رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، المقرب من الكرملين، ووزارة الدفاع، وكان اسمه ارتبط بإرسال هذه المجموعات المقاتلة إلى أوكرانيا وسوريا وبلدان أخرى، خصوصاً في أفريقيا الوسطى.