الثلاثاء 2020/03/10

بعد تضييق الخناق عليها.. النظام يهدد تلبيسة بمصير الصنمين

أفادت مصادر إعلامية بتضييق نظام الأسد الخناق على مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وذلك على خلفية الهجمات التي تستهدف قواته في المدينة من قبل مسلحين مجهولين.

وذكر موقع "المدن" أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة صباح الأحد إلى ثكنة ملوك بالقرب من مدينة تلبيسة، تزامناً مع استنفار كافة الحواجز والنقاط العسكرية المنتشرة داخل أحياء المدينة وحولها.

وضمت التعزيزات عدداً من عربات "الشيلكا" والمدرعات وسيارات دفع رباعي وعدداً كبيراً من العناصر، كما توجه رتل عسكري مشابه إلى منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي وتوزع على حواجز المزرعة و تلذهب وكفرلاها، وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات التابعة لـ"حزب الله" اللبناني على طريق حمص مصياف ونصبت حواجز.

ونقلت "المدن" عن مصادر محلية أنه بالتزامن مع وصول هذه التعزيزات قامت دوريات مشتركة من الأمن العسكري والأمن السياسي بتنفيذ حملة مداهمات في مدينة كفرلاها، واعتقلت اكثر من أربعين شخصاً أغلبهم ممن كان منتسباً لحركة أحرار الشام، وفصائل الجيش الحر، قبل سيطرة قوات النظام على المنطقة وإجرائهم للتسوية وبقائهم في المدينة.

كما دهمت في الوقت نفسه المنطقة الصناعية في مدينة تلبيسة واعتقلت ثلاثة شبان يعملون في ورشة إصلاح سيارات، بتهمة التحضير لشن هجوم على الحواجز العسكرية، ونصبت حواجز على الطريق الدولي حمص دمشق، وقامت بتفتيش دقيق للسيارات واحتجزت شاحنات بحجة التعبئة العسكرية .

هذه الحملة كانت متوقعة من قبل أهالي المنطقة الذين أبدوا تخوفهم منها، بعد الهجمات التي استهدفت حواجز النظام في الأيام القليلة الماضية، والتي كان أعنفها في 22 شباط/فبراير، حين قام مجهولون بالهجوم على حواجز النظام في مدينة تلبيسة، بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وسقط على إثرها قتلى وجرحى بين عناصر النظام.

وعزز النظام حواجزه في المدينة بسواتر ترابية، وبزيادة عدد العناصر على الحواجز بعد تكرار الهجوم ليل الأربعاء الماضي، على حاجز المكننة في الجمعية الفلاحية وسط المدينة. كما قام مجهولون قبل أيام باختطاف عنصر من عناصر الأمن العسكري في مدينة الرستن شمالي حمص، بكامل عتاده وسلاحه، واقتياده إلى جهة مجهولة، ولم يعرف مصيره حتى هذه اللحظة.

من جهة أخرى، نقل الموقع عن مصادر محلية من مدينة تلبيسة أن وفداً من رجال الدين في محافظة حمص يترأسه مفتي مدينة حمص الشيخ عصام المصري، وصل الى مدينة تلبيسة بعد ظهر الأحد، والتقى وجهاء المدينة وخطباء المساجد فيها، بغية تهدئة الأوضاع.

وفي كلمة له، طلب مفتي حمص من خطباء المساجد، "توعية" الأهالي وحثهم على التعاون مع قوات النظام ضد من سماهم "العملاء، والمأجورين، والخونة، والذين يثيرون الفتن، ويسعون الى زعزعة الأمن في المدينة"، في إشارة إلى مجموعة من الشبان تطلق على نفسها اسم "سرايا المقاومة في حمص" وغالبا ما تتبنى عمليات الهجوم على حواجز النظام في المنطقة.

أحد الذين حضروا زيارة الشيخ قال ل"المدن"، إن "المصري كان يحمل رسالة تهديد مبطنة من النظام للوجهاء، باقتحام المدينة، في حال عدم تعاونهم بتسليم المطلوبين، بتهمة تنفيذ أعمال عدائية ضد قوات النظام، حيث انه وفي سياق حديثه عن ضرورة تسليم المطلوبين، استشهد باقتحام النظام لمدينة الصنمين بريف محافظة درعا، قبل أيام، طالباً منهم تجنيب مدينة تلبيسة المصير نفسه".

جدير بالذكر أن نظام الأسد غدر بالكثير ممن عقد اتفاق "تسوية" في حمص ودمشق والجنوب السوري، وقتله تحت التعذيب أو اعتقله أو زجه في ساحات القتال، وذلك بالتزامن مع تهميش نظام الأسد للخدمات بشكل ملحوظ في مناطق "التسويات"، وهو ما يدفع بأصحاب "التسويات" إلى شن هجمات انتقامية ضد النظام وإرباك قواته.