الخميس 2021/07/22

بعد أن فقدوا أمل العودة لبيوتهم.. خيام النازحين السوريين بإدلب تتحول إلى مدن من الإسمنت

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إن مخيمات النازحين السوريين في محافظة إدلب، آخر معقل للثوار السوريين، تشهد تحولا بعد سنوات من الانتظار وانسداد الأفق في تعاطي المجتمع الدولي بشأن مصير المحافظة.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير أعده كريم فهيم، مدير مكتبها في إسطنبول ومراسلها لشؤون الشرق الأوسط، أن مركز إدلب انتقل من الجنوب إلى الشمال، حيث ترتفع الآن المباني والأسواق السكنية في ريف إدلب في أماكن كانت بالأمس القريب بساتين زيتون شاسعة على طول الحدود التركية السورية، لكن بعضها الآن بات به كهرباء منتظمة وتوجد فيه مدارس مكتظة بالطلاب، كما يشهد اختناقات مرورية كثيرة نتيجة لكثافة السكان.

 

وفي المقابل -تقول الصحيفة- إن أجزاء أخرى من محافظة إدلب أصبحت مهجورة بسبب المعارك بين الثوار وقوات بشار الأسد التي حاولت على مدى سنوات استعادة المحافظة. وتمتد المدن والبلدات المهجورة على شكل قوس يبدأ من الشرق بالقرب من مدينة حلب ويمتد على طول الخطوط الأمامية المتقلبة في الجنوب مرورا بمدينة جسر الشغور التي تقع على الطريق المؤدي إلى الساحل.

 

ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، يبلغ عدد النازحين الذين فروا من جحيم الحرب في مناطق مختلفة من سوريا واستقروا شمالي إدلب -بالقرب من الحدود السورية التركية- نحو مليون شخص.

 

وقالت واشنطن بوست إن وراء التحول الذي تشهده إدلب قصة نزوح بلا رحمة لملايين المواطنين السوريين من جميع أنحاء البلاد استمر على مدى سنوات، وإن العديد من أولئك النازحين اضطروا للفرار من منازلهم عدة مرات قبل أن ينتهي بهم المطاف في هذا الشريط الحدودي المتاخم لتركيا.

 

وأشارت إلى أن مئات الآلاف من النازحين في ريف إدلب بدؤوا بناء منازل سكنية عندما فقدوا أمل العودة إلى مدنهم وقراهم التي اضطروا للخروج منها بسبب الحرب.

 

وذكر التقرير أن مخيم أطمة بريف إدلب، الذي أصبح مخيما كبيرا للاجئين، كان السكان المحليون يشيرون إليه في السنوات السابقة على أنه مخيم لمن "تقطعت بهم السبل على الحدود" وكان مجرد محطة توقف في طريق النازحين الذين يحاولون العبور بشكل غير قانوني إلى تركيا.

 

وعندما وصل النازح السوري أحمد حجازي، الذي كان ضمن بعض النازحين الذين قابلتهم الصحيفة، إلى مخيم أطمة عام 2013، لم يكن هناك سوى بضع مئات من العائلات تقطن الخيام، لكن ذلك العدد تضاعف ليصبح حوالي 13 ألف أسرة قبل 5 سنوات، والآن بات المخيم ملاذا لأكثر من 30 ألف أسرة، أي نحو 160 ألف شخص.