الخميس 2018/11/08

بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس تنشط في الغوطة.. ما السبب ؟

تعاني الغوطة الشرقية بعد سيطرة نظام الأسد وحليفه الروسي من تردي الوضع الاقتصادي للسكان وعدم توفر فرص العمل وغياب شبه تام للخدمات ووجود عدد كبير من العائلات التي فقدت معيلها، كما أن عدداً من الدول رفضت تقديم الدعم للمؤسسات الأممية بسبب تلاعب نظام الأسد بالمساعدات، وفي ظل هذا الواقع بدأت تظهر جمعيات "مشبوهة" تستغل حاجة السكان تدّعي مساعدة السكان عبر تقديم بعض الخدمات والمساعدات الغذائية والقيام بندوات للتوعية.

وتعتبر بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والتي تتبع للكنيسة الروسية من أكثر الجمعيات نشاطاً في الغوطة الشرقية، بالرغم من أن المنطقة لا يعيش فيها رعايا للكنيسة، وقال بلال من سكان الغوطة للجسر إن "بطريركية انطاكية دخلت مع الأيام الأولى لسيطرة نظام الأسد على الغوطة وهي تعمل إلى الآن بحماية من الجنود الروس الذين يرافقوها في جميع تنقلاتها،" وأضاف بلال "أن النشاطات لا تقتصر على تقديم المساعدات الغذائية والخدمات، بل امتدت لتشمل الندوات وعرض الأفلام لطلاب المدارس وحملات التوعية للسكان".

بناء كنائس

من جهته كشف الناشط الإعلامي "علي زكوان" للجسر أن البطريركية بدأت ببناء كنيسة للروم الأرثوذوكس في بلدة عين ترما في مجمع الشمي لاند وكانت هذه الكنيسة موجودة بالمخطط العمراني للمنطقة غير أنها كانت تتبع للمسيحيين الكاثوليك، وأكد أن الكنيسة الروسية في موسكو هي من يقدم الدعم لبطريركية انطاكية ولكافة الأنشطة التي تقوم بها.

 

"حرب مقدسة"

جددت الكنيسة الروسية والتي تتبع لها بطريركية أنطاكية موقفها المؤيد لما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دعم للنظام الأسد، ووصف رئيس قسم العلاقات في الكنيسة الروسية "فلاديمير ليغودا" يوم الجمعة الماضي الحرب في سوريا بأنها حرب مقدسة، وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الكنيسة الروسية دعمها للعمليات التي تقوم بها موسكو ضد الشعب السوري، فمنذ بدء الغزو الروسي لسوريا ظهر أحد باباوات الكنيسة إلى جانب بوتين وهو يمجده في شنه حرباً على المدنيين واصفاً إياها بالحرب المقدسة على الإرهاب، حسب زعمه.

وتسعى روسيا لبسط نفوذها الفكري والاقتصادي وخاصة في محيط العاصمة دمشق عبر جمعيات دينية بغطاء إنساني وتحت مسمى دعم مشاريع إعادة الإعمار بالتوازي مع التمدد الإيراني في كافة المجالات.