الثلاثاء 2021/10/12

بايدن لا يمنع حلفاءه من التطبيع مع الأسد.. رغم “قيصر”

قالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية إن موقف الرئيس الأميركي جو بايدن يجب أن يكون واضحاً بأن هناك عواقب ستُواجهها أي دولة حليفة للولايات المتحدة، في حال قررت التطبيع مع نظام الأسد.

 

ووصفت الوكالة رئيس النظام بشار الأسد ب"ديكتاتور سوريا"، مشيرةً إلى أن "حلفاء الولايات المتحدة العرب يتقربون من ديكتاتور سوريا وسط صمت بايدن". وأشارت إلى أن الملك الأردني عبد الله الثاني كان موضوع الأخبار منذ أسبوع، عندما تلقى مكالمة من الأسد. وكان هذا هو أول اتصال بين الملك والأسد منذ عقد أو أكثر، منذ اندلاع الحرب السورية.

 

وكانت هذه المكالمة جزءاً من تحركات أخرى باتجاه التطبيع مع النظام. ولفتت الوكالة إلى أنه منذ عام 2018 بدأت دول عربية، دعمت سابقاً المعارضة السورية، محاولات لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام مشيرةً إلى أنه منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، زادت هذه الجهود.

 

وفي أيلول/سبتمبر، التقى وزير خارجية النظام فيصل المقداد ونظيره المصري سامح شكري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الأسبوع الماضي التقى وزير التجارة لدى النظام مع نظيره الإماراتي لمناقشة كيفية توسيع العلاقات الإقتصادية.

 

ووصفت الوكالة هذه التحركات باتجاه التطبيع مع الأسد بأنها "أخبار سيئة للشعب السوري"، وذلك لأن "الأسد هو ديكتاتور ضرب المدنيين بالغاز وعذب معارضيه السياسيين، ولم يعد الآن منبوذاً من جيرانه، وتم غسل لطخات الوحشية التي قام بها".

 

وأضافت أن تطبيع حلفاء واشنطن مع الأسد هو "نكسة للمصالح الأميركية"، موضحةً أنه "منذ الفترة الثانية من ولاية باراك أوباما، كان هدف الولايات المتحدة هو حرمانه من النصر الكامل في الحرب الأهلية. ولهذا السبب دعم أوباما والرئيس السابق دونالد ترامب العقوبات على نظام الأسد والعملية التي رعتها الأمم المتحدة لاقامة قيادة انتقالية لسوريا"، لافتةً إلى أن "الاعتراف الدبلوماسي بحكومة النظام السوري رُبط بنتائج العملية الانتقالية".

 

واعتبرت "بلومبيرغ" أن جهود تطبيع الأردنيين والمصريين والإماراتيين للعلاقات مع النظام تؤدي إلى مزيد من جرأة الأسد وبقية الطغاة، متسائلةً: "ماذا تفعل إدارة بايدن بشأن ذوبان الجليد في العلاقات بين الأسد وحلفاء واشنطن العرب؟".

 

ورأت الوكالة أنه من المؤكد أن الولايات المتحدة تحافظ على سياستها بعدم الاعتراف بحكومة الأسد. ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تخطط لرفع مستوى العلاقات مع النظام وأن الولايات المتحدة "لا تشجع الآخرين لعمل هذا، في ظل الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري".

 

وأضافت "كل هذا جيد طالما بقي الوضع كما هو، ولكن لا أحد من المسؤولين الأميركيين انتقد علناً مكالمة الملك عبد الله أو أياً من ملامح التقارب العربي الأخيرة مع النظام"، كما أشارت إلى أن "المسؤولين الأميركيين لم يحذروا الحلفاء العرب من أن زيادة الاتصالات الدبلوماسية قد تكون خرقاً للتشريع الأميركي الذي فرض عقوبات على سوريا بسبب جرائم الحرب بمن في ذلك الأسد".

 

وبدءاً من حزيران/ يونيو عام 2020 بدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على عدد من المسؤولين السوريين بناءً على قانون قيصر، لكن "في ظل إدارة بايدن لم تقم الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة".

 

وفي السياق، قال ديفيد شينكر الذي عمل مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة دونالد ترامب: "من السذاجة التفكير أن ملك الأردن كان سيعلن عن مكالمته مع الأسد لو اعترض بايدن أو إدارته على هذا التواصل".

 

وأضاف شينكر في تصريح ل"بلومبيرغ"، إنه حذر محاوريه من أن الاعتراف الكامل بنظام الأسد يعد اختراقاً لقرار مجلس الأمن وقد يؤدي إلى عقوبات أميركية ضد سوريا.

 

ولفتت الوكالة إلى أن قادة المعارضة السورية محبطون من إدارة بايدن. وقال معاذ مصطفى من قوة المهام الخاصة الطارئة لسوريا للوكالة: " تلقينا انطباعاً أنه لن يتم تجاهل سوريا.. وأقل ما يمكن عمله هو جعل تطبيع العلاقات مع نظام إجرامي صعباً جدا".

 

وتابعت أن تطبيع العلاقات مع النظام يبدو سهلاً للملك عبد الله، إذ "لم يكلفه انفتاحه على الأسد أي شيء من حليفه المهم". وكان الملك عبد الله قال في تصريحه لشبكة "سي أن أن" إن "النظام موجود هنا ليبقى". وعن هذا التصريح، اعتبرت الوكالة أنه "يبدو أن بايدن يوافق على هذا مع أن دبلوماسيي إداراته لا يفصحون عن هذا".