السبت 2019/12/28

انهيار أبنية سكنية في حرستا شرق دمشق

تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الغوطة الشرقية أمس الجمعة بانهيار أبنية تعرضت في وقت سابق لقصف مكثف من قبل قوات النظام والاحتلال الروسي، بحسب "مركز الغوطة الإعلامي".

ويعود انهيار الأبنية في حرستا لعدة أسباب؛ أهمها تعرض أحياء الغوطة خلال سنوات الحصار لقصف قوات النظام والإضرار ببنيتها وقواعدها، ما أدى لتدمير كثير منها وحدوث هشاشة كبيرة في البقية، وعامل آخر هو الأنفاق التي حفرها الأهالي تحت الأبنية خلال الحملة الأخيرة على الغوطة الشرقية مطلع عام 2018، والتي كان هدفها الرئيسي ربط الأقبية ببعضها، لتمكين الناس من التنقل تحت الأرض، بسبب استحالة التحرك على الطرقات العادية في ظل القصف الجنوني الذي كانت تستخدمه قوات النظام ضد السكان المدنيين.

وأشار المركز إلى أن سقوط البناء كان عند الساعة السابعة والربع صباحاً، وفي يوم عطلة رسمية، إذ عادةً مايكون الشارع الذي سقط فيه البناء مكتظ بطلاب المدارس والمدنيين في هذا الوقت، وهذا ما وفرّ وقوع عدد كبير من الضحايا.

وأشار المركز إلى أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبق وسقط عدد من الأبنية قبل ذلك تحت مرأى المسؤولين في مؤسسات النظام، ولكن دون تدخل لإيجاد حل لهذه المشكلة، بل تستمر البلدية بإعطاء التراخيص للناس بالترميم دون القيام بعملية الكشف الفني للتأكد إن كانت الأبنية صالحة للسكن وقابلة للثبات على وجه الأرض في ظل التهديدات التي ذكرت آنفاً، ولا يضع المسؤولون في حسبانهم الأبنية المجاورة في الحي وهشاشتها، لأن استشراء الفساد والسعي لكسب المال كان أهم من أرواح الأبرياء، وفق المصدر نفسه.

وقال رئيس مجلس مدينة حرستا التابع للنظام “عدنان الوزة” إنه خاطب "محافظة ريف دمشق" وأخبرهم بوجود عدد كبير من الأبنية الآيلة للسقوط والتي يمكن أن تلحق ضرراً بأرواح المدنيين، لكن المحافظة لم تبدِ أي اهتمام على حد قوله.

وكشف "الوزة" أن طول الأنفاق المحفورة تحت المناطق السكنية في مدينة حرستا يتجاوز 7 كيلو متر، بأعماق مختلفة تحت الأرض.

ولفت المركز إلى أن حفر الأنفاق خلال سيطرة الفصائل على الغوطة الشرقية، كان يهدف لحماية المدنيين من الطائرات التي كانت تستهدف المدينة، ولم يكن المدنيون يستطيعون العيش في الأبنية أو التنقل فوق الأرض، إنما كانت معظم أوقاتهم في الأقبية، وكانت الأنفاق عبارة عن طرقات يتنقلون بواسطتها بين الأقبية، لكن عدد الصواريخ الكبير الذي استهدف الأبنية أدى لزعزعتها، وبدأ سقوطها تلقائياً.

وكانت قوات النظام سيطرت على الغوطة الشرقية بالكامل في نيسان 2018 ا، بعد أشهر من المعارك التي انتهت بموجب اتفاق تسوية يقضي بتهجير قسري لفصائل المعارضة والمدنيين الرافضين للتسوية نحو الشمال السوري.

ومنذ ذلك الحين لا يزال النظام يواصل الانتهاكات ضد من بقي من السكان في الغوطة وعموم ريف دمشق، حيث تجري اعتقالات بشكل شبه يومي، بالتزامن مع تهميش النظام للخدمات في تلك المناطق.