السبت 2022/08/13

الموافقات الأمنية والتضييق تمنع سكان الحجر الأسود من العودة

يعيق نظام الأسد عودة السكان لمنطقة الحجر الأسود، جنوب العاصمة دمشق، من خلال التضييق الأمني وممارسات عناصر مليشياته المتواجدة في المنطقة، ويشترط النظام الحصول على موافقات أمنية للعودة إلى الحي.

والحصول على الموافقات الأمنية للعودة ليس بالأمر السهل كما يؤكد علي أحد سكان دمشق، حيث كان يسعى للحصول على الموافقة للعودة إلى بيته وأثناء قيامه بالإجراءات المطلوبة للحصول على الموافقة طُلب منه مراجعة فرع فلسطين (الفرع 235) ودفعه ذلك للعدول عن فكرة العودة للمنزل خوفاً من التوجه للفرع، وفق موقع "العربي الجديد".

وقال أبو أحمد "السبب الرئيسي وراء تفكيري في العودة إلى منزلي، برغم معرفتي أنه شبه مدمر، هو عجزي عن العيش في منزل مستأجر بريف دمشق، فظروف المعيشة باتت صعبة للغاية والعودة للمنزل مع أفراد عائلتي أهون علي، لكني امتنعت عن مراجعة فرع فلسطين لأن اثنين من اشقائي خارج سوريا وملاحقان من قبل النظام، وبحال راجعت الفرع فإن اعتقالي أكيد".

وخلال الأيام الماضية حصلت نحو 200 عائلة من أبناء المنطقة على موافقات أمنية للعودة قريبا إلى منازلها وفق ما أكد موقع صوت العاصمة المحلي، في تقرير صدر عنه في العاشر من أغسطس/ آب، وهذه الموافقات شملت سكاناً من أحياء الوحدة والثورة والأعلاف في المنطقة، حيث يقارب عدد أفراد هذه العوائل نحو 1000 شخص.

ووفق الموقع فإن الموافقة تمكن الراغبين من سكان المنطقة من العودة لها، والدخول إليها عبر الحواجز التابعة للنظام والمليشيات التابعة له، لكن من يوجد برقيات اعتقال بحق فرد من أفراد عائلة من أبناء الحجر الأسود لا يمكن لها العودة، أيضاً العوائل التي لديها معتقلون في سجون النظام تحت تهمة "الإرهاب".

وكان مجلس محافظة ريف دمشق أعلن بدء استقبال طلبات الراغبين من أهالي الحجر الأسود بالعودة له، في سبتمبر/أيلول الماضي، إلا أنه وبعد مضي حوالي عام تقريباً لم يُمنح الأهالي موافقات على افتتاح بقاليات أو غيرها، وحواجز قوات النظام المطوقة للمنطقة تمنع دخول البضائع لها، أما البنية التحتية من صرف صحي وشبكات مياه فلا تزال خارجة عن الخدمة نظراً للدمار الكبير الذي حلّ بها.

ومن أبناء منطقة الحجر الأسود الحاصلين على موافقة امنية للعودة هاشم،51 عاماً، الذي أوضح لـ"العربي الجديد" أنه في منتصف يوليو/ تموز، وبعد حصوله على موافقة العودة، بدأ التجهيز لترميم منزله، وقال: "لم أجد في منزلي نوافذ أو أبواب، والبلاط أيضاً مخرب، وهناك بعض الجدران بحاجة لإعادة بناء من جديد، فقمت بإحضار بعض المواد اللازمة للبناء، وفي اليوم التالي عدت للحجر الأسود، فلم أجد أياً من مواد البناء التي أحضرتها للترميم، ومع سؤال بعض الجيران علمت أن عناصر الأمن والمليشيات هم المسؤولون عن سرقتها، وبهذه الحالة لم يعد بإمكاني تقديم أي شكوى أو غيره، لذلك ألغيت فكرة العودة لبيتي".

وتابع هاشم: "القول بأن الحياة في المنطقة أصبحت سهلة والعودة ميسرة هو أمر مغلوط، والمنطقة لاتزال محكومة بالخوف من قبل قوات النظام".

ويقدّر عدد قاطني الحجر الأسود بنحو 200 ألف شخص، أغلبهم من أهالي الجولان المحتل وخليط من العديد من سكان المحافظات السورية ومن اللاجئين الفلسطينيين، ويعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في مدينة دمشق.