الثلاثاء 2019/03/26

سلو: المكون العربي في مليشيا قسد لم يكن سوى ذخيرة تم استهلاكها

تحدث طلال سلو، العقيد المنشق عن مليشيا "قسد"، عن مرحلة ما بعد انتصارها على تنظيم الدولة في الباغوز السورية.

ورجح العقيد في تصريحه لـ"عربي21"، أن "تدخل مليشيا قسد في مرحلة صراع داخلي على أساس قومي، بين المكون العربي والكردي، وذلك بعيد إعلان القضاء على تنظيم الدولة في منطقة شرق الفرات.

جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها سلو الذي كان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم مليشيا"قسد"، لـ"عربي21".

وقال إن مليشيا "قسد تعيش حاليا في مأزق كبير، فهي من جهة تسعى جاهدة لنيل اعتراف رسمي بشرعيتها من نظام الأسد، وهذا أمر مستبعد، ومن جهة أخرى مهددة من تركيا، في حين بدأت ملامح الصراع الداخلي بين تشكيلاتها تتضح أكثر".

وأوضح سلو أنه "بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها المكون العربي الذي يشكل نحو 70 في المئة من مليشيا "قسد" خلال المعارك ضد التنظيم، إلا أنه لا يملك أي صفة أو رأي لإدارة مناطقه، بسبب مصادرة ذلك من قيادات جبال قنديل، وهذا الأمر لن يدوم السكوت عنه طويلا، خصوصا من أبناء العشائر العربية".

ورأى أنه مع توقف المعارك فستتجه مليشيا"قسد" بقيادتها الكردية إلى التخلي عن المكون العربي الذي لم يكن سوى ذخيرة تم استهلاكها، متخوفا من أن تزيد وتيرة عمليات الاغتيالات، بحق أبرز القادة العسكريين من المكون العربي في مليشيا"قسد".

ودلل على ذلك، بالقول إن قيادات مليشيا"قسد" تتقصد الحديث عن وجود خلايا للتنظيم في مناطق سيطرتها، معتبرا أنها تثير هذه الذرائع لهدفين: "الأول دفع التحالف الدولي إلى البقاء في المنطقة ومواصلة تقديم الدعم، والثاني لاتهام هذه الخلايا المزعومة بالوقوف وراء الاغتيالات في حال حدوثها".

وبالبناء على ذلك، بدا سلو جازما بأن مصير مليشيا"قسد" شارف على الانتهاء، وقال: "منذ بداية تأسيس مليشيا "قسد" في عام 2015، وقراراتها متخبطة بسبب عدم وضوح الرؤية"

وقال: "استحوذت قيادات قنديل على أموال وثروات المنطقة الهائلة (نفط، حبوب، ضرائب)، وتم نقل هذه الأموال إلى بنوك عالمية، وكذلك على السلاح والتجهيزات التي قدمها التحالف لهم، التي تم نقلها إلى جبال قنديل، وهذا الأمر مؤكد وفق مصادر من داخل مليشيا"قسد"، وفق قوله.

وختم بالقول: "لم تستخدم مليشيا"قسد" سوى 20 في المئة من الذخيرة التي تسلمتها من التحالف في المعارك ضد التنظيم".

يذكر أن العقيد طلال سلو المتحدر من أصول تركمانية سورية، كان قد أعلن بعد دخوله الأراضي التركية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، انشقاقه عن مليشيا"قسد"، لتعد الواقعة في حينها من أكبر الضربات التي تلقتها مليشا "قسد" منذ الإعلان عن تشكيلها في عام 2015.