الثلاثاء 2017/08/08

المعارضة السورية .. الإمارات هي من تدير الدفة الآن وتصريحات “الجبير” جاءت بتكليف منها

كشف مصدر قيادي في المعارضة السورية، أن الإمارات العربية المتحدة هي من تدير الدفة للقضاء على الثورة السورية، كاشفا بأنها هي من قدمت مقترح عبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، يتعلق بضرورة موافقة "المعارضة" على بقاء بشار الأسد، مؤكدا بأن رئيس هيئة المفاوضات رياض حجاب رفض المقترح جملة وتفصيلا، الأمر الذي دفعه للتلميح بالاستقالة بحجة الحالة الصحية إن تم ذلك.

وقال القيادي في المعارضة، أن شخصيات عدة موجودة في الهيئة العليا للمفاوضات من الائتلاف وهيئة التنسيق ومن المستقلين لا تعارض مقترح "الجبير" كاشفا مجموعة من الأسماء في مقدمتهم نصر الحريري الصديق المقرب من قدري جميل، وهادي البحرة وبدر جاموس وعبد الأحد اسطيفو وحسن عبد العظيم وأحمد العسراوي وغيرهم.

وأكد القيادي في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" بأن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير طلب خلال لقائه برياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات وأعضاء الهيئة في مقر الهيئة بالرياض في 3 آب / أغسطس الجاري أنه "وتماشيا مع الأوضاع الدولية وعلى الأرض السورية توسيع الهيئة العليا للمفاوضات بعقد مؤتمر موسع خلال شهرين "وكذلك" بتغيير بيان الرياض الأول والرؤية بما يتماشى بقبول بشار الأسد في المرحلة الانتقالية (وخوض انتخابات رئاسية) بدون تحديد متى تتم هذه الانتخابات "مؤكدا بأن المعلومات هذه لم يذكرها بيان الرياض الصحفي الذي صدر لامتصاص غضب الشعب في المناطق المحررة.

وأوضح القيادي أن رياض حجاب يسعى إلى تشكيل جسم عسكري على الأرض لدخول معركة دير الزور بدعم مباشر من التحالف الدولي، وأنه يجري محادثات مع كافة الأطراف المدنية والعسكرية في دير الزور لتشكيل هذا الجسم الذي سيكون نواة "الجيش الوطني السوري " الذي طالب به التحالف الدولي كشرط لدعم أي عملية عسكرية ضد معاقل تنظيم الدولة في دير الزور، حيث سيعمل حجاب على تمثيل هذا الجسم العسكري في المحافل الدولية.

وأضاف المصدر أن التوسعة في الهيئة العليا للمفاوضات هدفها أساسا ضم منصة موسكو (قدري جميل) ورندة قسيس والجربا وصالح مسلم و "PYD" وغيرهم ممن يقبلون ببشار وينسقون معه، أما من سيتم ضمه من الداخل وهيئات الثورة فليسوا الهدف من التوسعة هم أساسا إنما من يوافق على المبادرة وبقاء بشار الأسد.

وأكد مصدر من داخل الائتلاف السوري المعارض بأن "الرياض 2" التي تعتزم السعودية عقده، سيحمل مبادئ مختلفة عن مؤتمر "الرياض 1" من ناحية التأكيد على رحيل النظام قبل بدء المرحلة الانتقالية، لافتا إلى أن المبادئ الجديدة قد تحمل تنازلات مبنية على تفاهمات دولية تحضيرا لحل سياسي قادم في سوريا.

وكان مصدر سياسي سعودي ومقرب من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قد اعتبر بأن الأخير تحدث إلى حد أكبر عن قناعاته الشخصية والذاتية ولم يعبر بصورة دقيقة عن الموقف الرسمي عندما نصح المعارضة السورية بالتعايش مع حقيقة أن بشار الأسد باق في السلطة.

وشدد المصدر الذي تربطه علاقة مباشرة بالجبير في تصريح لصحيفة "رأي اليوم" على أن الأخير يتبنى فعلا منذ ستة أشهر تقريبا داخل مؤسسات الحكم السعودية وجهة النظر التي تبشر بضرورة التعامل مع الملف السوري ضمن رؤية مختلفة عن ما كان في السابق خصوصا عندما يتعلق الأمر بمصير بشار الأسد .

وأكد نفس المصدر أن "الجبير" يعبر أيضا عن الرؤية الأقرب في الملف السوري للتيار النافذ في الإدارة الأمريكية.

وأثارت تعليقات الجبير نقاشا حادا وجدالا في أوساط إستراتيجية مقربة من الحكم السعودي كما انتجت إرتباكا في اوساط المعارضة السورية خصوصا وإن الوزير الجبير أطلق تصريحاته مباشرة بعد المصافحة الشهيرة مع نظيره الإيراني محمد ظريف في تركيا مؤخرا.