الخميس 2021/08/19

الكهرباء التركية تعيد الحياة لسكان إدلب

شكّل وصول الكهرباء لمدينة إدلب نقلة نوعية للعديد من سكانها، بعد سنوات من الانقطاع، أجبرت السكان فيها على البحث عن طرق بديلة لتوفير الكهرباء، منها اللجوء إلى البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، التي تقيد من استخدامات الكهرباء في الحياة اليومية لهم.

 

لم يكن حفظ الطعام في البراد متاحا في فصل الصيف كما يوضح خالد السيد، المقيم في منطقة بستان غنوم بالمدينة، والذي قال لـ"العربي الجديد": "بطبيعة عملي ووجود زوجتي في المنزل مع طفلتنا الصغيرة، كنت مجبرا على شراء حاجيات البيت من الخضار أو الألبان بشكل يومي، فلا يمكن حفظها، كون البراد لا يعمل، لكن في الوقت الحالي، أصبحت الحياة أسهل، أحضر الخضار ومتطلبات البيت وتحفظ لأيام في البراد (الثلاجة)".

 

يتابع السيد: "كنت أعتمد على البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، في فصل الصيف، واعترضتني العديد من المشاكل منها الإنارة وكمية الاستهلاك، وتشغيل أقل ما يمكن من الأضواء في الليل، في الوقت الحالي تخلصت من كافة هذه المشاكل، الحياة باتت أسهل بكثير، أستطيع تشغيل المروحة والإنارة دون خوف".

 

وبعد انقطاع دام سنوات جراء الحرب والقصف في الشمال السوري عاد التيار الكهربائي إلى مدينة إدلب وريفها بعد أن أبرمت المؤسسة العامة للكهرباء التابعة للمعارضة السورية اتفاقا مع شركة غرين إنيرجي Green Energy لجلب الكهرباء من الأراضي التركية.

 

وبدأت التغذية بالوصول إلى مدن إدلب وسلقين والدانا وسرمدا وغيرها من مناطق إدلب. المواطن عباس أبو أسامة قال في حديثه لـ"العربي الجديد" إن وصول الكهرباء لإدلب أمر جيد، في كثير من نواحي الحياة، خاصة أن الكهرباء متاحة على الدوام، للمشتركين، ويمكن استخدام الكثير من الأدوات الكهربائية التي كان تشغيلها من المحرمات بالاعتماد على البطاريات وألواح الطاقة الشمسية. ولفت إلى أن الأمر المزعج أن صاحب البيت غير ملزم بتركيب عداد كهرباء للمستأجر.

 

وعن هذه النقطة قال: "كمستأجر يتوجب علي تركيب عداد كهرباء، وفي حال قررت الانتقال لمنزل آخر يتوجب علي مراجعة الشركة وتقديم طلب نقل، وهذه إجراءات غير مريحة من وجهة نظري كوني مستأجرا ولست مالكا".

 

مصدر محلي قال لـ"العربي الجديد" إنه بعد تحرير إدلب بنحو عامين بقيت الكهرباء تصل للمدينة، وكان هناك مناطق قريبة من إدلب لجأت لتسويات مع النظام للحصول على الكهرباء.

 

أضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "في الوقت الحالي غيرت الكهرباء حياة الكثير من السكان للأفضل، وخففت من معاناة صيانة البطاريات ومن مخاطرها على الناس".

 

ومدينة إدلب هي مركز المحافظة التي تحمل اسمها، وتقع شمال غربي سورية، وسيطرت عليها فصائل المعارضة المسلحة في مارس/ آذار 2015.

 

وقدّر عدد سكان المدينة عام 2010 بنحو 164 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد السكان في المحافظة حسب إحصائيات صدرت عن فريق "منسقو استجابة سورية" نحو 4 ملايين و187 ألف نسمة.

 

وتعاني المدينة ومدن ريفها من استهداف النظام وداعمه الروسي لمحطات تحويل الكهرباء، والعديد من المرافق الخدمية، إضافة لتخريب جزء منها وتفكيكها.