الأثنين 2021/08/02

الفصائل تنصر درعا بعمليات متفرقة.. معركة إدلب ليست البديل

تصاعد قصف المعارضة السورية على مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لها في محيط إدلب بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، وتسبب بوقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام التي بدا ردها على النيران غير متوقعاً وذلك بحكم انشغالها بالهجوم على درعا جنوبي سوريا.

 

وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى إن" فصائل الجبهة بدأت حملة قصف واسعة على مواقع قوات النظام والمليشيات حول إدلب شمال غربي سوريا"، موضحاً أن "الحملة تندرج في إطار الرد على هجوم قوات النظام وقصفها للمدنيين في أحياء درعا البلد والمدن والبلدات الثائرة في ريفها جنوبي سوريا".

 

وأضاف مصطفى ل"المدن"، أن "حملة القصف نصرة لثوار درعا تركزت على مواقع الفرقة الرابعة قرب الطريق الدولي إم-5 شرقي إدلب، وطاول القصف مواقع متقدمة وغرف عمليات قوات النظام في منطقة معرة النعمان، ومرابض مدفعية كانت المليشيات تستخدمها لقصف منطقة جبل الزاوية جنوبي ادلب، وامتدت الحملة إلى جبهات ريف اللاذقية الشمالي وسهل الغاب شمال غربي حماة وريف حلب الشمالي الغربي، وأوقع القصف خسائر كبيرة في صفوف العدو".

 

وتفاعلت الأوساط الشعبية المعارضة بحماسة مع أحداث درعا، وطالب فريق منهم الفصائل شمال غربي سوريا بالتصعيد ضد قوات النظام في جبهات إدلب للضغط عليها ودفعها لإيقاف الهجوم على درعا، وراح فريق آخر إلى أبعد من ذلك مطالباً الفصائل بفتح معركة مفتوحة ضد النظام ودعاها إلى الكف عن التخاذل وعدم الانصياع للالتزامات التي فرضها اتفاق أستانة براعية الضامنين روسيا وتركيا وإيران.

 

ودعا فريق ثالث إلى عدم التهور والمخاطرة بمصير منطقة تأوي ملايين النازحين والمهجرين معتبرين أن ملف الشمال السوري مختلف عن جنوبه، وإشعال الجبهات الشمالية رهان خاسر لأسباب تتعلق باختلاف الأطراف المتحاربة وتناقض مصالحها، عدا عن أن معركة درعا ليست معركة تحرير وإعادة رسم خرائط، بل معركة دفاع عن النفس.

 

وقال الباحث في مركز جسور للدراسات محمد السكري إن "هناك مطالب سابقة من قبل أهالي مدينة جبل الزاوية للرد على القصف الذي يقوم به النظام السوري على اعتبار أنّ الرد الماضي لم يكن كافياً"، معتبراً أن "فصائل المعارضة تستغل أحداث محافظة درعا للتأكيد على قدرتها في ردع قوات النظام وتشكيل ضغط عليه، ولكن من حيث الواقع الميداني والعسكري يبقى هذا القصف غير مؤثر بالشكل المطلوب الذي قد يخفف عّن أهالي درعا، وحملة القصف الأخيرة هي محاولة لإرضاء الشارع الغاضب".

 

وأضاف ل"المدن"، إنّ "إطلاق عملية عسكرية في محافظة إدلب منوط برفع الغطاء التركي الضامن عن الفصائل وهذا صعب للغاية ضمن الوضع الحالي، ولكن هذا لا يلغي قدرة ورغبة الفصائل بالبحث عن هامش يتيح لها هذا التحرك، إذ إنّها قد تسطيع فعل ذلك خلال الأيام اللاحقة ما إن تصاعدت حدة التوترات في محافظة درعا".

 

ورأى المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور أن "القصف المتبادل بين قوات النظام والفصائل في إدلب لم يتوقف منذ فترة لكنه يشتد ويضعف بين الحين والآخر، لكن في الأيام الأخيرة وبعد التصعيد في درعا زادت وتيرة استهداف الفصائل لمواقع الميليشيات وبشكل يومي وربما تندرج هذه الزيادة في أطار نصرة درعا".

 

وأضاف ل"المدن"، أن "حملة القصف غير كافية لردع النظام عن مهاجمة درعا لكنه يأتي في إطار الممكن وما هو متوفر لدى الفصائل من أنواع الأسلحة والذخائر".

 

وفي ما يخص العملية العسكرية ضد النظام التي يطالب الناس بإطلاقها، قال بكور: "يجب أن نعرف بأن أي عمل عسكري بري سيكون مكلفاً ما لم توافق عليه وتدعمه تركيا، وسيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، حتى ولو تم تحقيق تقدم على الأرض فإن ذلك لن يفيد درعا لأن النظام والروس والميليشيات الإيرانية تمتلك ما يكفي من العتاد والرجال لشن عمليات عسكرية على جبهتي درعا وإدلب بسبب ضيق الجبهات والتفوق بسلاح الجو".

 

وأضاف "من الممكن إحراج النظام والروس عن طريق العمليات النوعية المكثفة خلف خطوط العدو وهي أكثر تأثيراً، وأعتقد بأن انتقال الفصائل لتنظيم مقاومة شعبية فعالة خلف خطوط العدو أجدى من أي عمل عسكري تقليدي في ظل الكثافة السكانية وضيق الجبهة والتفوق المعادي وخاصة بسلاح الجو والأسلحة البرية المتطورة".